حاجة 13 خالص
غسان عامر
بجلسة عائلية مساء نهايات ايلول، وعلى التسالي المحلية بدأت السهرة بنقاش حول متابعة آخر أخبار المنطقة عبر القناة الإخبارية أو ذاك المسلسل الجديد " عمر أفندي" على المنصة العربية فانقسمت الآراء.
من يريد أن يتابع الفن ونحن بهذه النفسية المتحطمة على منطقتنا الشرق اوسطية، بل نريد أن نتابع شيء جديد لنخرج من تلك النفسية الحزينة التي امتدت لما يقارب السنة.
وفي حين ان استقرينا على متابعة المسلسل وبدأنا نتابع قالت أحدهم " أحمد حاتم عامل زي القميص الاسود اللي بزبط مع كل اللبس فهو لابق مع كل الممثلات" لتكمل الأخرى " دي حاجة 13 خالص" جملة وصف بالمسلسل عن الإعجاب بشيء، ليجيب أخي الذي كان يتصفح بهاتفه "الاسود هو اللي بنمر فيه حاليا، انقصفت لبنان"
كلمات تناثرت علينا كالصاقعة وتحول التلفاز من تلك المنصة الى القناة الإخبارية بسرعة البرق لنرى شهداء بالجملة عبر الشريط العاجل فاحترقت بيروت،وقبل أن يجف دمع العين الاولى عن ما يحدث بغزة بدأت الاخرى بالدموع على بيروت، وبالحقيقة عيوننا تدمع لما وصل به حالنا كعرب من الخزي والعجز.
اخواننا يذبحون بدم بارد ونحن عاجزين، قلوبنا تعتصر، ومن قلة حيلتي مسكت هاتفي الذي لا يفارق يدي وبدأت ابحث على متصفح "غير مقاطع" عن أي طريقة يمكن أن يساعد بها العرب بعضهم لأكتشف تلك المعاهدة
معاهدة الدفاع المشترك صاحبة ال١٣ بند، ألم اقل لكم انها "حاجة ١٣ خالص"، ووقعتها سبع دول بالقاهرة عام ١٩٥٠ ودخلت بها باقي دول جامعة الدول العربية مع مرور السنوات.
أين تلك الاتفاقية عن ما يحدث بفلسطين من سنين؟ حيث انه ينص أحد بنودها على أنه أي عدوان على أي دولة يعتبر عدواناً على باقي الدول، مع السماح على رد العدوان بالقوة المسلحة.
تلك هي فقط اتفاقية ولم تُنفذ حتى مرة واحدة، هل نسوها كما نسوا عروبتهم؟ أين هي من ما يحدث بلبنان؟ اسئلة تجمعت داخل عقلي بلحظة، لأتذكر أنها صادرة من جامعة الدول العربية لأتيقن أنها فقط اتفاقية ككل ما يصدر من تلك المنظمة " قول وبس"، لأرجو الله أن يستنكروا، فما عادوا يستنكرون حتى.
رفعت رأسي عن الهاتف وكلي يقين بأني لم ولن اعتاد تلك المشاهد وكأن ما يحدث الآن قد يحصل للمرة الاولى، عروبتي وانسانيتي لم ولن تسمح لي بأن لا اتألم او اقاطع او افعل ما بوسعي فعله لنصرة اخي العربي بكل بقاع العالم، ولكن بالحقيقة نحن أصبحنا بقاع العالم.