عن تغيرات إيران من الداخل

{title}
أخبار الأردن -

  مالك العثامنة

هناك إشارات إيرانية بأن طهران تخوض تغييرا عميقا في رؤيتها وسياساتها الإقليمية والدولية، من منطلق رؤية في تغيير سياساتها المحلية مع حضور الإصلاحيين في الحكم.


يمكن تتبع تلك الإشارات في الأخبار الإيرانية المحلية التي أحاول متابعتها على قلتها – للأسف- في الإعلام العربي.

"الشرق الأوسط" العريقة التي تصدر من لندن أوردت تغطية صحفية مهمة مؤخرا تابعت " وتتبعت" فيها خبر لقاء الرئيس الإيراني "الإصلاحي" مسعود بزشكيان مع تجار محليين في شمال شرق إيران. 
يقول بزشكيان – وهو طبيب في الأصل- : (.. الشعب يرغب في أن يكون الطبيب على اتصال دائم معهم. الآن، مهمتنا هي كسب رضا الشعب. أي عمل نرغب القيام به، يجب أن نبدأ فيه بإشراك الناس معنا.)
وأضاف في إشارة إلى حجم التغييرات التي يتوقعها الجميع: (لدينا أعمال كبيرة يجب أن نقوم بها، ولكن يجب أن نجعل الشعب يفهم أن هذه الأعمال تنفَّذ من أجله).
هناك إشارات واضحة لتغيير "إصلاحي" يواجه تحديات تقاومه من داخل النظام نفسه في حديث الرئيس المنتخب حديثا حين يتحدث بقوله (نيتنا وإرادتنا هي إزالة العوائق؛ وأينما كانت. لدينا الصلاحيات، والأمر في متناول يدنا) وفي انتقاده للراهن الإيراني نفسه بقوله: (ليس من الصواب أن تكون هناك مجموعة من الأشخاص يقررون كل شيء من فوق)!
وحسب الشرق الأوسط فإن بزشكيان قد أجرى اول حواراته التلفزيونية قبل أسبوع وفي حواره الأول هذا تحدث عن أن بلاده بحاجة إلى 100 مليار دولار من الاستثمار الأجنبي، لكي تتمكن حكومته من تحقيق نمو بنسبة 8 في المائة، ليضيف في إشارة يجب ألا يتم تفويتها بقوله (هذا يعتمد على علاقاتنا بالخارج؛ بالعالم، بالجيران، وبالإيرانيين في الخارج)!
هناك نظرية أجدني ممن يلاحقونها تقول إن التغيير الإيراني من الداخل تم تفعيله بذكاء وعمق شديدين منذ زمن، وإن الإصلاحيين في إيران صار لهم مخالب قادرة على تمكينهم في التموضع داخل نظام الحكم في طهران.
فالرئيس الإصلاحي نفسه أتى في ظروف سبقت انتخابه بقليل كانت غاية في الالتباس، ظروف أزاحت "بقوة قدرية أو متعمدة" سلفه المتشدد ووزير خارجية لا يقل تشددا، وتزامن ذلك مع تصفيات "إقليمية" بأيدي خارجية لمتشددين من قيادات مؤثرة في الحرس الثوري الإيراني، السلطة الموازية لكل مؤسسات الدولة الرسمية في إيران.
طاقم الرئيس الجديد نفسه إشارات بحد ذاتها تدعم النظرية، فاختيار وزير الخارجية عباس عراقجي ومثله تعيين محمد جواد ظريف نائبا للرئيس هي إشارات مرسلة إلى العالم والإقليم بأن طهران تحاول فتح باب التفاوض والتفاعل والحوار وخفض التوترات.
وهذا كله، سيقوض مصالح قوى إقليمية "دولا وكيانات مستفيدة" ترى في هذا التغير في الاتجاه خطرا على كل مصالحها وحضورها.
ربما علينا أن نراقب ونتابع أكثر.. وللأسف فإن نوافذنا الإعلامية على إيران من الداخل قليلة وضيقة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير