إنها «لعنة» غزة: من يأسف عليه؟

{title}
أخبار الأردن -

  محمد خروب

هي لعنة قطاع غزة الشاهد والشهيد, التي ستبقى تُلاحق الرئيس الأميركي جوزيف بايدن, خلال الشهور الأربعة المتبقية على ولايته الكارثية, وخصوصاً بعد أن يغادر البيت الأبيض, سواء إلى منزله الشخصي أم إلى مَصحة عقلية لمُعالجة تدهور حاله الإدراكية. حيث لم يكن بايدن وفريقه اللصيق من يهود ومُتصهينين, كمستشارين وخبراء وأركان خارجيته التي يقودها مَن قدّمَ «يهودِيته» على «أميركيته»/ توني بلينكن, كما جيك سوليفان وجنرالات البنتاغون, سوى شركاء فاعلين ومباشرين في حرب الإبادة والتجويع والتعطيش والتدمير, التي شنّها وما يزال يشنّها منذ عشرة أشهر, جيش النازية الصهيونية على قطاع غزة المُحاصر والمنكوب.

وإذا كان بايدن قد سارعَ إلى حشد أساطيله قريباً من شواطئ فلسطين المحتلة, من حاملتيّْ طائرات, كما غواصات نووية ومُدمرات, وطائرات إستطلاع وكتائب كبيرة من المارينز ونخبة من جنرالات البنتاغون والـ«سي آي إيه», للمشاركة في غُرف العمليات العسكرية الصهيونية, وتوجيه «إنذارات» لدول المنطقة, وتحديداً لأي دولة «تُفكِّر» بمهاجمة الكيان الصهيوني, أو التدخّل دفاعاً عن الشعب الفلسطيني, فإن إدارته لم تتوقف للحظة عن تزويد جيش العدو بأحدث أنواع الأسلحة والطائرات الحربية وخصوصاً القنابل التدميرية الأكبر في العالم, بل أيضاً في مُعارضة أي مسعى دولي, لوقف النار أو الدعوة إلى «هُدنٍ» إنسانية, لمعالجة الجرحى ودفن الشهداء والبحث عن المفقودين, ومَن هُم تحت أنقاض البنايات التي تقصفها, طائرات العدو الحربية ومدافعه الثقيلة بعيدة المدى, على رؤوس ساكنيها, بعد أن تُسوّيها بالأرض, خاصة بعدما تجاوز عديد الشهداء والجرحى والمفقودين عشرات الآلاف.

استخدمت إدارة الرئيس الذي «أُجبِرَ الآن» على الإنسحاب من السِباق الرئاسي, «الفيتو» ليس فقط لإحباط مشروعات القرارات التي تم تقديمها إلى مجلس الأمن الدولي, بل خصوصاً لمنح جيش النازية الصهيونية المزيد من الوقت, لتنفيذ مخططات التهجير والإبادة الجماعية والتجويع ضد أهالي القطاع, مُسوغة/ إدارة بايدن ذلك التواطؤ وتلك المشاركة الأميركية الفاعلة فيها, بشعار إمبريالي إستعماري مُتصهين يقول بـِ«حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وليس ثمة حاجة لإعادة التذكير بما كان بايدن أطلقه من تصريحات ووعود خُلّبيّة, خلال حملته الإنتخابية في مواجهة ترمب عام 2020, خاصة في ما يتعلق بالصراع الفلسطيني–الصهيوني, ورطانته المعهودة عن حل الدولتين, وما أن جلس على كُرسِيّ المكتب البيضاوي في 20 كانون الثاني 2021, حتى تنكّر لكل وعوده, بل «تبنّى» بحماسة أهم بند في صفقة العار المُسماة «صفقة القرن» لصاحبها/ دونالد ترمب, وهو «التطبيع», وراح يُمارس الضغوط وينثر الوعود لكل دولة «عربية» تُقدِم على التطبيع مع كيان العدو, رافضاً «ربط» تطبيع مُذلٍ كهذا, بأي شروط من قبيل «الوعد» بقيام دولة فلسطينية.

أين من هناك؟

بات جوزيف بايدن من الماضي الآن, وكل ما قيل ونُشِر أو أُذيع. فُسِّرَ أو تم تحويره أو إنكاره, عن الأسباب التي دفعت ببايدن إلى تغيير «قناعاته» والتخلّي فجأة عنها, حتى إعلانه الإنسحاب من السباق الرئاسي, لا يعدو كونه زوابع إعلامية, يُراد من ورائها إبعاد شبح التدهور المُتسارع لمكانة ودور الولايات المتحدة الأميركية, وفقدان نفوذها المُتدحرج على الساحة الدولية, بل خصوصاً في الإحتمالات الماثلة لإندلاع حرب أهلية (أميركية) في المستقبل القريب, (بعد أن كانت «شبه محتومة”, لو نجحت محاولة إغتيال المرشح الجمهوري/ الرئيس السابق ترمب, الأسبوع الماضي), وربما تتجدّد المخاوف عن حرب أهلية كهذه, حال فازت كامالا هاريس في إنتخابات الخامس من تشرين الثاني المقبل (إذا ما تبنّاها المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي, الذي سيُعقد في الفترة بين 19 ـ 22 شهر آب الوشيك).

هل قلنا كامالا هاريس؟

نعم.. ثمة حملة إعلامية مُكثفة, تقف وراءها جهات ولوبيّات نافذة, داخل الولايات المتحدة وخارجها تدفع بهذا الإتجاه, رغم أن «صاحب القرار» في هذا الشأن هو المؤتمر الوطني العام للحزب الديموقراطي, حيث سيجتمع حوالي أربعة آلاف مندوب ديمقراطي في «شيكاغو» لاختيار مرشح الحزب، وكان معظمهم مُلتزمين بدعم بايدن، وبعد إعلانه الإنسحاب، أصبحوا غير مُلزمين بأي قانون أو قواعد حزبية, لمساندة أي شخص. وكان بايدن (المرشح المُفترَض للحزب)، لكنه لا يملك سلطة مُباشرة على اختيار المرشح الرسمي للمندوبين. كما أن هاريس تحتاج إلى دعم/1969 من المندوبين, البالغ عددهم/3936 مندوباً, لتأمين ترشيحها. كما أن هناك أكثر من فريق/معسكر داخل الحزب, لا يدعم ترشيح «هاريس» الهندوسية وداعمة المثلِيّة, التي لا تقِل صهيونية ودعماً لإسرائيل عن بايدن, وهي/هاريس لفرط حماستها راحت منذ أمس, تدعو الأميركيين لـ«التبرّع لحملتها الإنتخابية».

** إستدراك:

المجموعة اليهودية في الحزب:

أعلن المجلس اليهودي الديمقراطي الأميركي (JDCA) تأييده لنائبة الرئيس كامالا هاريس، مساء أول أمس/الأحد، بعد ساعات من إعلان بايدن انسحابه من السباق الرئاسي. وقالت (JDCA) في بيان لها: إنها «تُشيد بقيادة بايدن في تمرير الشعلة إلى نائبة الرئيس/هاريس، التي تتمتع بـ«سِجل قوي في الوقوف مع الأميركيين اليهود». وقالت المجموعة: إنها فخورة إذ أيّدت «الترشيح التاريخي» لهاريس للرئاسة، وستظل مُلتزمة بشدة بـ«ضمان سيطرة الديمقراطيين على البيت الأبيض، واستعادة مجلس النواب والدفاع عن الأغلبية الديمقراطية في مجلس الشيوخ».

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير