لا تتخلفوا عن سفينة الوطن
وضاح أبو البصل
لقد أحدثت عملية طوفان الأقصى تغييرات جذرية في العديد من المفاهيم العالمية، وأعادت تصنيف الأمور على الساحة الدولية وكذلك الداخلية في مختلف البلدان حول العالم.
الصورة الحقيقية للغرب وقيمه الإنسانية الكاذبة لم تكن تخفى على الشعوب العربية، إلا أنها كانت غائبة ومشوهة لأجيال كبيرة من أبنائه.
لكن الحقيقة اليوم أصبحت غير قابلة للإنكار وموثقة بالصوت والصورة، لنرى أبناء الغرب الذين كانوا مغيبين، هم من تولوا أمر إدانته ومحاسبته على اشتراكه الرئيسي في الجرائم المرتكبة بحق الفلسطينيين والعالم أجمع.
ما كشفته العملية داخليًا كان أكثر أهمية، حيث أعادت تصنيف المجتمع على صعيد المواطنة، لما أظهرته من جحود بعض شرائح وجماعات معينة في المجتمع لكل ما قدمه لهم الوطن وما زال يقدمه، والأخطر منه عقوق بعض أبناء الوطن الأصليين، الذين جاهروا بعقوقهم، فزايدوا وشككوا وحرضوا وخرجوا من خندق الوطن، منجرين وراء أفكار مؤدلجة ذات أجندات خفية، تبدو عادلة وعزيزة مغلفة باسم الدين وفلسطين، تسندها تقارير صحفية مزيفة على شاشات عربية اكتسبت مصداقية زائفة على مر السنوات.
كانت الصورة المشرقة لأبناء الوطن عندما التحموا حوله يدافعون عنه بكل استبسال، لم يصدقوا تدليس الفرس ولا أكاذيب بني صهيون، تسندهم مواقف الأردن وأبنائه المشرفة ووفاء الأشقاء الفلسطينيين.
كما أثبت السوريون وفاءهم وحفظهم للمعروف، ودفاعهم عن بلد ما كف يده عنهم يومًا.
رغم أن سفينة الوطن لن تتأثر بمن لم يركب فيها، إلا أن ربانها لا يزال يدعو الجميع للعودة إلى أحضان الوطن، والركوب في سفينته، خوفًا عليهم لا منهم، فابن نوح عليه السلام ما ضرّ سفينة أبيه كما لم يعصمه الجبل من أمرالله.