هل تسرع إستقالة غانتس بإسقاط حكومة نتنياهو المتطرفة؟
المهندس مهند عباس حدادين
في خطوة متوقعة لكنها متأخرة أقدم بيني غانتس عضو مجلس الحرب الإسرائيلي على تقديم إستقالته من مجلس الحرب بعد الفشل الذريع في حرب غزة, بدون تحقيق الأهداف العسكرية بالقضاء على المقاومة وإستعادة الأسرى, حيث أن العملية الأخيرة في إسترجاع الأربعة أسرى كشفت عن نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو المتطرفة لتحقيق أهدافه السياسية والتي تتلاقى مع أهداف حزب اليمين المتطرف ,فالعملية العسكرية بنظر بقية الأحزاب الإسرائيلية وعضوي مجلس الحرب الإسرائيلي المستقيلين أصبحت بدون جدوى , وكان لزاماعلى مجلس الحرب إيجاد الأفق السياسي وذلك بالقبول بالخطة الأمريكية لتبادل الأسرى وإيقاف الحرب.
لقد أصبح الوضع في الداخل الإسرائيلي متأرجح حيث أن هذه الإستقالة ستؤدي حتما الى خيارين لا ثالث لهما , أولهما أن يتجاهل مجلس الحرب الشارع الإسرائيلي ودعوات رؤساء الأحزاب المعارضة الى تشكيل حكومة جديدة , إضافة الى المجازفة في العلاقات مع الولايات المتحدة بإصرار مجلس الحرب بعد تدعيمه من اليمين المتطرف لشغر مكان غانتس والإستمرار في العملية العسكرية الفاشلة, وهذا بدوره سوف يستنزف قدرات الجيش الإسرائيلي ويؤدي أيضا الى مقتل عدد كبير من الأسرى الإسرائيليين لإصرارهم على إستعادتهم بالقوة, إضافة الى أن إسرائيل لا تستطيع أن تقاتل بأكثر من جبهة إذا تحولت الجبهة الشمالية الى حرب حقيقية , ناهيك عن الخسائر الإقتصادية الإسرائيلية المنظورة وغير المنظورة, وكلها تعتبر فشلا كبيرا في الإستراتيجية الإسرائيلية.
أما الخيار الثاني والذي جعل غانتس مع العضو الآخر غادي آيزنكوت يقدمان إستقالتهما هو إنقاذ حياتهما السياسية في محاولة لتشكيل جبهة داخلية مدعومة بالأحزاب الإسرائيلية الأخرى , وبدعم من الشارع الداخلي, وبدعم من الولايات المتحدة لإسقاط هذه الحكومة وتشكيل حكومة جديدة , وخصوصا أن وزير الخارجية الأمريكية في طريقه الآن الى إسرائيل لمقابلة نتنياهو وغانتس ومسؤولين آخرين,وقد صرح ليبرمان زعيم حزب "إسرائيل بيتنا" بعد الإستقالة مباشرة بأن الوقت قد حان لتشكيل حكومة إئتلاف صهيوني, وكذلك تصريح زعيم المعارضة يائير لابيد بأن قرار غانتس وآيزنكوت الخروج من الحكومة الفاشلة مهم وصائب,وأنه حان وقت إستبدال هذه الحكومة المتطرفة بحكومة عاقلة تعيد الأمن والمخطوفين وتستعيد مكانة إسرائيل الدولية.
إن الوضع المتأزم داخل إسرائيل سيؤدي في النهاية الى نجاح الخيار الثاني , وهذا الخيار قد يؤدي الى أفق سياسي وبرفع سقف مطالب المقاومة بعد الإتفاق على تبادل الأسرى.