افتعال الأزمات والحروب.. ضرورة لإنقاذ الاقتصاد الأميركي

{title}
أخبار الأردن -

مهند عباس حدادين

يبدو أن الإقتصاد الأميركي وصل إلى مرحلة لا تستطيع اي سياسات مالية أن تنقذه فهو غارق بالديون التي تقترب من 35 ترليون دولار، والتضخم مرتفع غير مسيطر عليه، والذي ألقى بنتائج عكسية على أدوات الإقتصاد الأمريكي، وأصبحت فكرة التخلص من الدولار قائمة لدى مجموعة بريكس، وهي بمثابة دق المسمار الأخير في نعش هذا الاقتصاد، إضافة إلى تضاؤل أي فرصة تساعد على الخروج من الأزمة الاقتصادية.

لذلك سيكون التفكير الاستراتيجي لدى واضعي السياسات الأميركية هي افتعال أزمات وحروب وإشراك جميع حلفاء الولايات المتحدة في القارات البعيدة عنها مثل آسيا وأوروبا وأفريقيا.

وقد تتلاقى مصالح الرئيس الأميركي الحالي مع هذا التخطيط خصوصا أن مثل هذا الإجراء قد يؤخر الانتخابات الأميركية القادمة، وسيمدد له بالرئاسة الحالية.

ما نشاهده ونقرأه في المشهد العالمي يجعلنا نحلل مثل هذا التحليل وخصوصا أن إشعال البؤر العالمية وإبقائها في حالة توتر الآن ورفع درجة سخونتها ليس بمحض الصدفة، وسنسرد تلك الشواهد بإختصار لأن كل بؤرة صراع تحتاج إلى مقالة على أقل تقدير لشرح وتحليل التجاذبات فيها.

بؤرة تايوان: الإستفزاز الأخير لحليف الولايات المتحدة الرئيس التايواني الجديد للصين بدعوتها لوقف الترهيب السياسي والعسكري، مما دعاها للرد بمناورات عسكرية.

بؤرة أوكرانيا: تجاوز «الناتو» للخطوط الحمراء باستهداف العمق الروسي بصواريخ طويلة المدى، وإدخال مقاتلات F16 وإرسال قوات برية من حلف الناتو وحلفائهم للقتال في أوكرانيا، مما دفع روسيا وحليفتها بيلاروسيا إلى إجراء مناورات عسكرية.

بؤرة البلطيق: محاولة التضييق على روسيا مؤخرا لإقحامها في حرب جديدة، حيث دعت روسيا إلى إعادة ترسيم حدود منطقة البلطيق.

الشرق الأوسط: محاولة إسرائيل بدعم من الولايات المتحدة التفكير بغزو جنوب لبنان بحجة القضاء على المقاومة اللبنانية بعد إنتهاء حرب غزة، وهذا سيؤدي إلى تدخل دول إقليمية في هذا الصراع.

إذن هذه البؤر المشتعلة هي بعيدة عن الولايات المتحدة وستقوم بإدارتها وإدخال حلفائها في كل بؤرة في حرب او تصعيد عسكري على أقل تقدير لسنوات قادمة، الهدف منه استنزاف حلفائها ماديا بشراء السلاح والدعم اللوجستي العسكري وإنشاء قواعد عسكرية جديدة والذي سيكلف حلفاءها في كل عام مئات المليارات من الدولارات ستصب لصالح الإقتصاد الأميركي، ناهيك عن إضعاف الاقتصاد الأوروبي لوجود بؤرتي صراع على الأراضي الأوروبية، ليبقى معتمدا على إقتصاد الولايات المتحدة، إضافة إلى إضعاف منافسيها الرئيسيين مثل الصين وروسيا وتعطيل خطوط التجارة العالمية الخاصة بهاتين الدولتين وأهمها طريق الحرير، كونهما في عين تلك البؤر، ومحاولة التشويش على بريكس بخلط الأوراق من جديد بتحالفات جديدة تصب في صالح الولايات المتحدة، واستحداث طرق تجارية دولية جديدة كطريق التوابل والإستغناء عن قناة السويس بعمل قناة اخرى موازية لها، ومد خطوط غاز جديدة وغير ذلك، فعلى سبيل المثال إن خلق التوترات في شرق آسيا سيستنزف قدرات حلفائها الاقتصادية في سباق تسلح وخصوصا أن اليابان وكوريا الجنوبية لديهم ناتج محلي إجمالي يعادل 8% من الناتج المحلي العالمي.

إضافة إلى تعطيل التسارع الإقتصادي الصيني بفرض الشروط الإقتصادية والعقوبات المطلوبة.

 

أما بالنسبة للبؤر الثلاث الأخرى فهي على نفس الشاكلة، وقد تقحم الولايات المتحدة دولا عربية في الشرق الأوسط في صراعات إقليمية للاستفادة من التوترات والصراعات والحروب المحدودة التي قد تتشكل.

ولا ننسى منطقة بحر البلطيق حيث أن الدول المطلة عليه دول غنية.

إن هذا السيناريو الذي حللته ما هو إلا ترتيب الأوراق لخلق تحالفات جديدة قد تخدم الاقتصاد الأميركي، وتبقي الدولار متسيدا على العالم للفترة القادمة بعيدا عن أي أفكار للتخلص منه أو صك عملات جديدة تنافسة.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير