يجب علينا اعادة فهم دولتنا
احمد الخوالدة
يجب علينا فعلًا أن نعيد فهم دولتنا وهنا عندما أقول دولتنا لا أقصد مؤسساتها الدستورية والرسمية والعامة فقط، بل الدولة ككل فضرورة هذه المرحلة تتطلب منا إعادة قراءة تاريخ الدولة بنظرة موضوعية شاملة عميقة وفهم الجيوبوليتيك الأردنية والديموغرافية لنكون قادرين على استيعاب علاقات الأردن الخارجية وعقلها الأمني واقتصادها وأزمتها ومشكلتها وظروفها الأقليمية والمحلية وتركيبتها الاجتماعية فهنالك العشائر والأصول الفلسطينية؛ فنحن ظلمنا هذا الدولة ظلمنها حكومةً وشعبًا وموالاةً ومعارضةً فلم نفهم هذه الدولة بشكلٍ صحيحٍ سليم.
أما عن المعارضة فتحدث دون حرج معارضة حالمة تردد ما يطلبه المستمعون معارضة تعارض من أجل المعارضة فقط غير موضوعية، أولئك لا يدركون أن المعارضة الوطنية هي المعارضة المسؤولة همهم النقد وتكسير صورة الدولة لكسب تأييد شعبي وهمي والنوع الأسوء من المعارضة هي المعارضة الشعبوية التي تحاول التسلق على ظهر الشعب من أجل الكرسي، فهم ُيكسرون صورة الدولة ويريدون الحصول على جزءً من الألقاب ذات اليمين والشمال عجبًا لأمرهم فعلًا يجب أن يفهموا آننا بحاجة إلى معارضة وطنية حقيقية تراقب الأداء الحكومي والعمل التشريعي والرقابي وتقييمهم بموضوعية فهذا مهم من أجل أن نصل إلى فكرة نقد الذات البناء الذي سيؤدي إلى عملية تغذية راجع لمعالجة السلبيات الموجودة وتصغير الفجوة بين الشعب والمؤسسات الدستورية والمعارضة الحالمة مهمة كذلك فهي تراقب الحريات العامة؛ لا نستطيع أن ننسى أن المعارضة كانت دائمًا واقفة إلى جانب الوطن في الأزمات الكبرى لأنهم يعرفون مسؤوليتهم تجاه وطنهم لكن اليوم غابت وتقلصت المعارضة الوطنية إلى درجة لم تصبح ترى بالعين المجردة.
ليس عيبًا أن نرى وزيرًا وضابطًا ذو رتبةً كبيرا بالمعارضة بعد خروجهم من وظائفهم ولا عيبًا أن نرى المعارضة من أصحاب المناصب فهذه بلادهم وهذا حقهم والتاريخ الأردني مليئ بهكذا حالات فالتحول والردة السياسية ليست عيبًا ونقيصة بل هي تتغير وتتبدل حسب المشهد الموجود بالساحة فالمواقف متغيرة والمبادئ ثابتة، المرحلة القادمة مرحلة انتقالية مهمة فنحتاج فيها إلى إعادة فهم الدولة.