بساط الفرح
أحمد سلامة أبوهلالة
نزحت من القلب قبل العين دمعة الألم ، كيف هاجر الأمل ..؟
على طرف سريرها وقبل أن تغرق في بحر من الدموع ، استنفرت قواها ، مسحت بظهر إصبعها دمعة كادت أن تعبث في الزينة التي هيأتها لشريك الحلم .
زاد الغضب من حمرة الوجنتين
لا يزال الرجل منكبا على جهازه ينقر بإصبعه طلاسم زادت من انفعالها
نطقت بجراءة :
اسمعني قبل الصمت ، قبل الرحيل
هذا السيل الدافق من النساء بلا حياء إلى أذنيك ليس بأطهر من زهري وعطري ، سيل أودى بك إلى بحر من الأوهام ، ظننتك تلون عمري حين منحتك أمري .
رمقها بذهول ، شارد الذهن ، لم ينبس ببنت شفة ، وعاد لبحر الحروف ، ختم بضربة إصبع قائلا :
وأخيرا تم .
شبك أصابعه ، طقطقهما وتهادى محدودب الظهر إلى الحمام .
هجم شكها والفضول
يا للهول ..!
مجموعة شات رجال ونساء .. مر ناظرها سريعا ، مدير العمل والموظفون يناقشون الخطة الاستراتيجية للإدارة ..!!؟؟؟
آخر عبارة المدير يثني على جهد زوجها ويمنحه جائزة فورية تذكرة سفر برفقة الأسرة .
مشطت بأصابعها شعرها ، لاحت البسمة على محياها ، رتبت العشاء من جديد .
قرأ العبارة الأخيرة وطار فرحا :
رتبي حقائب السفر ، وجهزي ملابس الأطفال ، فقد فزت بالجائزة ، وحان القطاف .
بادرت بالاعتذار ، وقبل أن تكمل قاطعها :
لا تعتذري فما الشك والانفعال إلا دليل الحب لا الإهمال
فيا أجمل الوردات ستبقين أكبر من الكلمات فالورود التي تغني على النهر لا تغرق في المتاهات
وتعانقا على بساط من الثقة والفرح .