القطاع الخاص الأردني يحتاج الدعم لشح السيولة وجمود الأوضاع... كيف يمكن ذلك؟
كتب أ.د. محمد الفرجات
الأوضاع السياسية في الإقليم تنعكس سلبا في الأردن على قطاعات السياحة والتجارة والإعمار والمقاولات والمال والأعمال والخدمات... ونرى معالم ذلك بزيادة نسب البطالة وتسريح العمال، ورجوع الشيكات بلا رصيد، وإضطرار التجار لتأجيل القروض والتراخيص وتخفيض حجم البضاعة من المصانع ومراكز التوزيع... إلخ.
ما الحل؟
تكمن الحلول داخليا بضخ السيولة مكان الأموال المجمدة على شكل ديون... كيف؟
الواضح في تقارير وزارة المالية حسبما نقرأ في الإعلام، بأن دين صندوق إستثمار الضمان الإجتماعي على الحكومة بلغ لغاية اليوم نحو 8.5 مليار دينار، فيما بلغ مجموع الدين العام نحو 40 مليار دينار، ونجزم بأن خدمة سداد المديونية الخارجية وفوائدها ترهق الخزينة وتستنزف العملة الصعبة، فيما يمكن توجيه الأموال المعطلة على شكل ديون داخلية للتنمية بأشكالها، كيف ذلك؟
على الحكومة وبشكل جدي ولتحويل التحدي إلى فرصة ولإسناد الموازنة والخزينة، وللتخلص من عبيء خدمة الديون الداخلية (للضمان وغيرها من المؤسسات)، التفكير بتمليك جزء من أراضي مشروع المدينة الذكية الجديدة قرب عمان، وجزء من إحتياطي فوسفات وغاز مشروع مدينة وعد الشرق، لصندوق الضمان الإجتماعي، مقابل عقد شراكة تطوير وتشغيل منصف وعادل ويحقق طموح الجميع بتحريك وتسريع عجلة التنمية.
لقد عملنا في منتدى النهضة ودعم الانتاج ومنتدى الابتكار بتقديم ومناقشة وتطوير الطروح أعلاه، وحسب التفاصيل اللاحقة بهذا المقال.
إن تبنت الحكومة هذا الطرح، فسوف تزيل عن كاهلها ثقل خدمة المديونية الداخلية، مقابل إعطاء الفرصة لصندوق لضمان الاجتماعي وباقي المؤسسات الوطنية من أصحاب الدين بتطوير هذين المشروعين، بدلا من إنتظار سداد ديون قد لا تأتي مع التحديات والمتغيرات اليومية التي تثقل على الخزينة، كما وسينشأ عن ذلك حالة غير مسبوقة من الانتعاش الاقتصادي مقابل دفع عجلة التنمية وتحريك سكونها، كما ويمكن إن تم تبني هذا الحل تحويل مديونية البلديات والجامعات الرسمية والبالغة نحو ما يزيد عن نصف مليار دينار بقليل على الحكومة المركزية، لتحريك عجلة التنمية والعطاءات والمقاولات والبحث العلمي في المحافظات والألوية بإنعاش هذه البلديات والجامعات برفع الديون التي أرهقتها عن كاهلها.
للمزيد عن المشروعين، فتاليا الرؤى والجهود التي جاءت بخصوصهما.... والتي يمكن إعادة برمجتها لتتناسب مع الطرح الجديد حسب عنوان المقال، ومن لا يتطور يتقرض.
المدينة الذكية الجديدة قرب عمان
مليار سهم هدية الملك لشعبه وصندوق الأجيال الأردني، وقد آن الأوان !
فخلال لقائي مع جلالة الملك في قصر الحسينية في شباط ٢٠٢١ قدمت طرحنا في منتدى النهضة حول الإقتصاد التعاوني، وقد إقترحت على جلالته أن نشيد العاصمة الجديدة (المدينة الذكية) على أراضي خزينة مساحتها ٣٠X٣٠ كم ... أي ٩٠٠ كم مربع، بواقع حوالي مليار متر مربع، فتطرح على شكل مليار سهم (سهم/متر مربع).
تبعا لذلك فيتم تمليك كامل الأرض لصندوق وطني شعبي إستثماري سيادي، وهذا يوازي توجيهات جلالته بإيجاد صندوق إستثماري وطني في عدة كتب تكليف سامية، ولطالما طالبنا بذلك ومهدنا له عبر رؤيتنا #مشروع_الشعب_للانتاج .
ويعلن بعد البيع مخططها الشمولي الذكي (يعد بعناية ورؤية إستشرافية للمستقبل)، ومن التدفقات المالية للصندوق تزود المدينة ببنى تحتية وفوقية وشبكات، فتقفز أسعار الأسهم قفزة نوعية كبيرة، وتباع أراضي المشاريع الإستثمارية (سياحية، تجارية، سكنية، خدمية، صناعية، ... إلخ) لصالح الصندوق أيضا والذي ستزداد إيراداته، ومنها فيما بعد يمكن تمويل كل المشاريع التي وردت على الخارطة الإستثمارية للمحافظات، وتملك للصندوق الشعبي الوطني السيادي؛ صندوق الأجيال.
من شأن ذلك جذب رؤوس الأموال وتحريك السيولة، وإنعاش كافة القطاعات، وتوفير عشرات آلاف فرص العمل، وإعتبار الأمر محرك تنموي إقتصادي للمشروع النهضوي الملكي دولة الإنتاج.
كل ذلك فضلا عن تمليك مواطننا أسهما بصندوق وطني سيادي، يستطيع شراءها في البداية بأسعار تفضيلية وبالتقسيط، ويستطيع بيع جزء منها عند الحاجة، ولن يكون سحرا أن تصبح قيمة السهم الذي إشتراه بعشرة دنانير مئة دينار أو أكثر.
نتوقع أن يتم تحصيل إيرادات بما لا يقل عن عشرين مليار دينار على مدى ٥-١٠ سنوات لصالح الصندوق، وجزء منها بالعملة الصعبة، كما وسيستفيد أصحاب الأسهم من مواطنين وقطاع خاص، إذ سيتم جني مرابح عالية تعود عليهم بالنفع.
مدينة وعد الشرق... مؤتمر متخصص يكشف عن سند إقتصادي وطني قادم...
- يشيدها الأردنيون؛ مدينة لتعدين وتصنيع فوسفات وغاز الريشة
- تجذب مساهمات مالية بقيمة 2 مليار دينار
- تحقق عوائد نصف مليار دينار سنويا وبالعملة الصعبة
- 30 إلى 40% الأرباح السنوية المحتملة للعوائد
- تشغل 10 آلاف شاب وشابة بشكل مباشر وغير مباشر
- الاستخدام الأعلى عوائد لغاز الريشة في التصنيع بدل الحرق
- توفير موارد مالية لإستكشاف الغاز الصخري في حوض الريشة
- تنعش كل قطاعات التنمية الوطنية وسلسلة الفائدة
- تؤسس لها شركة مساهمة عامة وتشارك الحكومة بالأرض والخام
- تصنع الأسمدة والأحماض والمنتجات الكيميائية المختلفة
- تسند العالم في أزمته الغذائية بسبب التغير المناخي
- تعزز أصول الدولة وتحقق إيرادات جيدة للخزينة
- تعد حلقة في سلسلة الإقتصاد التعاوني الوطني
- تقابل رؤية جلالة الملك بمشروعه النهضوي وقد ينشأ عنها مطار تنموي في المنطقة
- دراسة أولية للحالة العامة، والنموذج بحاجة لدراسات معمقة
عقد منتدى النهضة قبل أشهر في غرفة تجارة الأردن في عمان مؤتمر فني إقتصادي، أطلقت فيه نتائج دراسة أولية حول فوسفات الريشة/الرويشد بهدف جعله مشروعا وطنيا، يستثمر به الأردنيون؛ مواطنون ومغتربون وقطاع خاص وبنوك، وتساهم الحكومة بالأرض والخام لضمان حصة الخزينة من العوائد.
وتمحور المؤتمر حول طرح يمهد لتكون خيرات تعدين ومبيع هذا الخام وصناعاته للشعب والدولة وليس لشركة أجنبية أو مستثمر أجنبي؛ فيستثمر الشعب بثروات وطنه ويحقق أرباحا سنوية ولو يسيرة لتعين الناس في حياتهم ولو بالقليل، بينما تحقق الدولة بداية ناجحة لتتملك أصولا تسندها، مع العلم بأن التغير المناخي والشح الغذائي العالميين وكما جاء في المؤتمر، قد فتحا باب تصدير الفوسفات ومنتجاته الصناعية من الأسمدة على مصراعيه لكل دول الإنتاج.
هذا وقد قارن المؤتمر في محاوره الثلاثة (رؤية متكاملة، جدوى فنية، جدوى إقتصادية) ما لدينا من مقومات جيولوجية في الريشة مع مقومات ومكونات مدينة "وعد الشمال الصناعية" لدى الأشقاء في السعودية، والتي تعدن وتصنع الفوسفات لمنتجات مختلفة من أسمدة وأحماض وغيرها، بينما تستغل الغاز الطبيعي هناك كمصدر طاقة لتشغيل الصناعات القائمة.
الرؤية تحقق تنمية شاملة في منطقة الريشة وتسهم ببناء مدينه جديدة وحديثة تحل ازمة البطالة والكثافة السكنية المتزايدة.
المؤتمر الذي جاء عن دراسة لفريق من منتدى النهضة يرصف الطريق لمبادرة تنموية إستثمارية للشعب الأردني والدولة الأردنية على حد سواء، وقد عرض خلال عروض المتحدثين تفاصيل مقترح "مدينة وعد الشرق الصناعية الأردنية"، وبين كلف وعوائد تأسيسها.
مخرجات الدراسة تشير إلى مشروع سيجذب مساهمات بقيمة مليار ونصف دينار أردني إلى إثنين مليار، وسيحقق عوائد تنمو خلال خمسة أعوام لتصل سنويا إلى نصف مليار دينار بالعملة الصعبة، فضلا عن التشغيل المباشر وغير المباشر للشباب، وما يرافق ذلك من نهضة في كافة القطاعات الحيوية كالإعمار والنقل والخدمات، إضافة لإنعاش الأسواق والقطاع الخاص وقطاع المقاولات وغيرها.
هذا وقد تحدث في المؤتمر المهندس مبارك الطهراوي خبير البترول والثروة المعدنية، والمهندس ياسر الدعاسين خبير الصناعات الفوسفاتية، والخبير المالي عادل أيوب، والذين ساهموا بشكل كبير بالدراسة ضمن الفريق الذي شكل لهذه الغاية.
مؤسس منتدى النهضة البروفيسور محمد الفرجات والذي شكل فريق الدراسة، جاء في كلمته لإفتتاح المؤتمر والتي ألقتها عنه منسقة المنتدى السيدة منال الشاويش، بأن منتدى النهضة يستقريء ويستشرف المستقبل بنماذج وسيناريوهات واقعية، ويعمل منذ سنوات على طروح كثيرة، ويهدف لجعل المدينة الجديدة ومشروع تطوير وادي عربة، والمشاريع الواردة على الخارطة الإستثمارية للمحافظات، كلها مشاريعا تنموية مملوكة لصندوق إستثمار وطني شعبي سيادي، يعيد للدولة أصولها ويسندها سياسيا وإقتصاديا، ويحفظ الشباب ويجنبهم خطر البطالة والتي باتت تهدد أمننا القومي وتنذر بكارثة لا تحمد عقباها.
هذا وقد فتح الباب للحوار والنقاش بين المقدمين والحضور والذي أدارته عريف الحفل الإعلامية فرح قاسم أبو رمان، وإستمر لمدة ساعة كاملة وبشكل مثمر وتم صياغته في محضر المؤتمر، والذي كان برعاية سعادة العين نائل الكباريتي رئيس مجلس غرفة تجارة الأردن وحضره عنه بالإنابة سعادة أمين سر المجلس.
مؤسس منتدى النهضة البروفيسور محمد الفرجات قال بأن تقرير الدراسة ومخرجات المؤتمر وتوصياته نسعى لرفعها إلى كل الجهات ذات العلاقة، مع إستمرار المنتدى والفريق بالعمل لإدخال الرؤية حيز التنفيذ.