الدباس يكتب: حماس... حضور إعلامي... وغياب عسكري؟

{title}
أخبار الأردن -

 

الدكتور محمود عواد الدباس

1/5

القصف الجوي مستمر على غزة منذ التاسع عشر من الشهر الماضي. أما نتائج ذلك فهي واضحة جدًا: ارتفاع مضطرد في عدد الشهداء والجرحى بسبب القصف الجوي الإسرائيلي، ارتفاع مضطرد في تدمير البنية التحتية بسبب القصف الجوي الإسرائيلي، ارتفاع مضطرد في عدد الجياع بسبب إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، واغتيالات متتالية للعديد من قادة حماس. في المقابل، لم تخسر إسرائيل شيئًا. من هنا جاء السؤال الأول: أين حركة حماس؟ وهل ما تبقى من الحركة هو فقط التصريحات الإعلامية التي تؤكد الرفض تجاه المقترحات الأمريكية والإسرائيلية، مع غياب مؤشرات القوة العسكرية للحركة؟.

2/5

في محاولة للوقوف على الأسباب التي تقف وراء هذا العناد السياسي من حركة حماس، يمكن ذهنيًا التفكير بعدد من الأسباب. هل تسعى حركة حماس إلى تعظيم المأساة الإنسانية في غزة كي يتحرك العالم؟ هل تسعى حركة حماس إلى تعظيم الأزمة الإنسانية في غزة كي تنقلب الشعوب العربية على حكوماتها؟ هل أن سبب الرفض للمقترحات الأمريكية هو من أجل القيام باستدراج للقوات الإسرائيلية داخل غزة ومن ثم الانقضاض عليها؟.كل هذه الأسئلة سببها محاولة فهم الأسباب التي تقف وراء هذا العناد الحمساوي في عدم تسليم الرهائن لديها كي يتوقف القصف الجوي على غزة. لكن إلى متى سيستمر ذلك العناد؟

3/5

في التوقف على تصريحات حركة حماس منذ عودة العدوان على غزة، نجد تصريحًا أنها مصرة على استكمال مراحل اتفاقية وقف إطلاق النار من حيث الدخول إلى المرحلة الثانية. ثم تصريح يدعو إلى حمل السلاح ضد أمريكا وإسرائيل في كل أنحاء العالم. ثم القول إن الاحتجاجات التي تمت في غزة هي من أجل وقف العدوان على غزة وأنها ليست ضد حركة حماس. ثم القول إن الرهائن موجودون في الأماكن التي تطلب إسرائيل إخلاءها تمهيدًا لقصفها، وأن في ذلك خطرًا على حياة الرهائن لديها. لكن هل كل هذه التصريحات المتتالية حققت نتيجة تضمن وقف العدوان على غزة؟. في التعامل مع تصريحات حركة حماس وما يتم في غزة  من دمار ضمن المحيط الفلسطيني بشكل خاص وضمن المحيط العربي بشكل أوسع، فهناك انقسام حول رأيين اثنين. منهم من يؤمن بالنموذج الجزائري من أجل التحرير، والذي يعني استمرار تقديم الشهداء حتى تحقيق الهدف. ومنهم من يرى في النموذج الياباني أيام الحرب العالمية هو النموذج حينما استسلمت اليابان من أجل إنقاذ شعبها. بالطبع، فإن تصريحات قادة حماس تسير في اتجاه النموذج الجزائري، بينما رؤساء الدول العربية وجزء من المجتمعات العربية يذهبون باتجاه النموذج الياباني.

4/5

لعل من المناسب الانتقال إلى جملة من التساؤلات التي تخص السير على النموذج الياباني. هنا نسأل: ماذا لو بادرت حركة حماس إلى إعلان أنها جاهزة لتسليم كافة الرهائن لديها دفعة واحدة من أجل وقف العدوان على غزة؟ هل أن العالم سيعتبر أنها استسلمت؟ هل أن العالم سيعتبر أن ذلك هو قمة الذكاء من حركة حماس من أجل التقاط أنفاسها وقطع الطريق على الذين يسعون لضربها مع الشعب الفلسطيني باعتبار أنها باتت سببًا في مزيد من الإبادة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة؟.شخصيًا أعتبر ذلك ذكاء سياسيًا وخطوة واقعية من أجل إنقاذ الشعب العربي الفلسطيني في غزة.

5/5

ختامًا، إن كل يوم يمضي دون أن تقدم حركة حماس على تقديم تنازلات سياسية بما يخص الرهائن وتستمر في عملية شراء الوقت، فإن ذلك وفقًا لموازين القوى الحالية بين الطرفين، فهو لا يعني إلا إعطاء إسرائيل مزيدًا من المبررات ومزيدًا من الوقت لاستكمال عملية الدمار الشامل لغزة. فيتحقق الهدف الإسرائيلي أن غزة لم تعد صالحة للحياة فتتم الهجرة منها؟

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير