الشرق الأوسط.. بين البطة العرجاء... والنمر المتحفز
رأي مسار
جنرالات إسرائيل والمستوى السياسي، يعرفون جيداً أن الدخول إلى غزة وكذلك إلى جنوب لبنان، لن يكون نزهة أو ساحات سهلة، لتحقيق نصر حاسم، يوفر لإسرائيل ما تصبو إليه من أمن دائم ومستقر وسيطرة فعلية على الجغرافيات المحيطة.
غير أنهم وهم يعرفون ذلك، ويجبون منه خسائر مرتفعة كل يوم، يواصلون الحرب على الجبهتين، وعرّابهم نتنياهو يسعى إلى ما هو أبعد من غزة وجنوب لبنان، والمعني هنا تحقيق حلمه الدائم بضرب المنشآت النووية الإيرانية.
كان هذا الحلم قد تحول على مدى السنين الماضية إلى كابوس، بفعل عدم انجرار أمريكا له، وأداء مهماته الأساسية، إلا أن المناخ الذي نشأ من خلال حروب نتنياهو في الشرق الأوسط ووفق تقديراته صار مواتياً، وأن أمكانية ضم أمريكا لحرب على هذا المستوى، صارت أقرب من أي وقت مضى، فإن لم يتم ذلك في عهد البطة العرجاء، فسوف يتم في عهد ترامب المتوعد والمتحفز.
تعجّل المرشح الجمهوري ترامب في الإفصاح عن موقفه، إذ أعلن تحفظه على رفض أمريكا قيام إسرائيل بتدمير المفاعل النووي، ما يعني أنه وفي حال وصوله إلى البيت الأبيض لن يكتفي بالدعم بل سوف يشارك.
مصيبة الشرق الأوسط أن هذه المنطقة المثخنة بالحروب، واقعةٌ دائماً بين إدارتين، كلاهما تتباريان في دعم إسرائيل ومغامراتها. الديموقراطية بأساليب مغلفة بطبقة من اللغة المرنة والمجاملة، والجمهورية لا أغلفة على موقفها، فهي مع إسرائيل أينما ذهبت وكيفما اتجهت، ذلك ليس استنتاجاً بقدر ما هو خلاصة تجربة مرّة مع أمريكا وإداراتها.