سبابة الملك بوجه اسرائيل في الأمم المتحدة

  العين خولة العرموطي

صدق جلالة الملك في كلمته أمام الأمانة العامة للأمم المتحدة أمس.. فمنذ عام تقريبا ونحن نتيقّن بأن إسرائيل فوق القانون الدولي وأن حياة الفلسطينيات والفلسطينيين ليست مهمة لدولٍ طالما حاضرت فينا بضرورة احترام حقوق الإنسان، ونشعر أن أمن دول المنطقة جميعا وشعوبها لا يهمّ “الحلفاء والأصدقاء” في الغرب إن أرادت إسرائيل غير ذلك. جلالة الملك وضع اصبعه على جرحنا جميعا بينما وجّه سبابته بدقّة نحو من يزعزعون أمن واستقرار المنطقة بكل الطرق والوسائل، ويستبيحون أراضٍ ليست لهم ويمرّغون القانون الدولي بالأرض كل يوم دون رادعٍ أو حسيب.
لقد قاربت مأساة الغزيين الحديثة من عام، عام كامل من الدمار والموت والفقد والشلل لمرافق الحياة، عامٌ كامل وهم رازحون تحت رحمة عدوٍّ لا يرحم، بل يمعن بالقتل والدمار كل يوم ويتفنن بالتعذيب والأذى، بينما تمدّه الدول الغربية بالسلاح والذخيرة وحتى المقاتلين.
يقف جلالة الملك عبد الله الثاني بوجه كل هذا، ونحن حول قيادته الحكيمة ملتفّون، وندرك جيدا أن مهمة الدفاع عن الحقّ ليست سهلة وأن ثمنها غالٍ بينما هي بالوقت ذاته أمانة في أعناقنا جميعا.
السؤال اليوم وبعد أن قالها جلالته وغيره من الزعماء وحتى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، هل سيتغير شيء ما على أرض الواقع؟ هل سيقف سيل الأسلحة التي يرسلها الغرب لاسرائيل؟ هل ستتذكر أي من الدول المتقدمة أن حياة الفلسطيني تساوي حياة أي مواطن آخر وأن عليها حمايتها؟ هل ستخضع حكومة نتنياهو المتطرفة لأي محاسبة بعد ما تقوم به من إبادة جماعية لأهلنا في غزة والضفة؟ آمل ذلك فعلاً.. وأرجو أن تقف شلالات الدم في فلسطين وأن يجد أهلنا هناك الوقت والأمن والموارد الحياتية ليبدؤوا رحلة التعافي من كل الخسارات التي أٌنزلت بهم دون حولٍ منهم ولا قوّة.. وآمل أيضا أن يمنحنا الله جميعا القوة والشجاعة والحكمة لنكون سنداً وعوناً لهم في مصابهم الأليم.