أهلا بالديمقراطية
عماد النشاش
ديمقراطيتنا الجديدة بدت هذه المرة بحلة إصلاحية مميزة كما أرادها جلالة الملك حين أطلق عملية التحديث السياسي والاقتصادي والإداري لتنتج مجلس نواب يختلف عما سبق وليؤسس منهجا جديدا ثابتا كما ثوابت الدولة الأردنية ويعزز من قوتها ومنعتها في مؤيتها الثانية
لقد سبقت عملية التحديث السياسي في بلدنا طوفان الأقصى الذي غير ملامح المنطقة ومزاج الناس وتوجهاتهم وقراراتهم وقد ظهر ذلك واضحا منذ اليوم الأول للطوفان وما تلاه من هذه الشهور الثقيلة التي تعرض لها الفلسيطينيون في غزة ومئات المجازر الصهيونية بحقهم بموافقة الولايات المتحدة الراعي الرسمي للإحتلال لكن ذلك لم يؤثر على عقل الدولة الأردنية التي كان من الممكن وببساطة أن تؤجل استحقاها الدستوري عن طريق التمديد للمجلس السابق " التاسع عشر" وبحجة لن يعترض عليها أحد في ظل استمرار العدوان الصهيوني على غزة وامتداده للضفة الغربية المحتلة ووسط الإنتهاكات المستمرة للحرم القدسي الشريف كما كان بالإمكان أن تضع يدها داخل العملية الإنتخابية للتأثير على الناس وتغيير توجاهاتهم أو حتى انكارها
إن إصرار الدولة على الانتخابات في موعدها الدستوري أعطى رسالة هامة للمنطقة بما فيها كيان الاحتلال وللعالم وفي مقدمته الولايات المتحدة بأن الأردن لا يخاف وأن الدولة ستمنح بكل نزاهة الحق لمواطنيها باختيار نوابهم حتى لو صوتوا بكثافة لحزب جبهة العمل الإسلامي “ الإخوان المسلمون”
لم لا؟!
ألا يتشدق علينا النظام الغربي بقده وقديده بأنه يملك ديمقراطية مع انها تسير للتطرف يوما بيوم وتنتج برلمانات معادية للمبادئ العلمانية التي اخترعتها تلك الدول ؟
وألا يتشدق رئيس وزراء الكيان وزمرته الخبيثة بأنهم خيار مستوطنيهم الأوغاد؟
اليوم هذه نتائج صناديقنا وعلى الأقل فإن الإخوان المسلمين في الأردن لم يكونوا يوما لينكروا غيرهم ولم تؤخذ عليهم عبر عقود أنهم متطرفون ولا يستوون حتى بالتشبيه مع من ذكرت
إن المرحلة القادمة ما بعد نتائج الإنتخابات ستفرز وحدة وطنية غير مسبوقة بين القيادة والبرلمان والحكومة في وجه ما يحاك لفلسطين والأردن والمنطقة وهذه فرصتنا اليوم للرد على جميع من شكك وسيشكك في موقف الأردن وللرد على همجية الإحتلال ونظرته للأردن الاحتلالية والتهجيرية ورسالة قوية للراعي الرسمي أن الحرة تموت ولا تأكل بثدييها