تقييمات إسرائيلية لافتة
د. محمد المومني
رد حزب الله على اغتيالات إسرائيل كان مدروسا ومحدودا وقابلا للتحييد، وإيران ما تزال تدرس الرد والتوقعات انه سيأتي، لكنها لا تريد إعطاء نتنياهو ما يريد من تصعيد سوف يخدمه سياسيا وللآن موقفها الاحتفاظ بحق الرد. إيران تستبيح الإقليم وهي لا تريد خسارة مكاسبها بالسيطرة الإقليمية لذلك فالرد أيضا سيكون محدودا ومدروسا لا سيما وحالة الردع الأميركي المدافعة عن إسرائيل. في هذه الاثناء، تزداد الضغوط الدولية من أجل إحقاق الهدنة بين إسرائيل وحماس، مع الاستمرار بالعمل الأمني والعسكري لملاحقة قادة حماس بالميدان، والأجواء السياسية في إسرائيل ما تزال منحازة لليمين يجتاحها الكثير من الجنون واللاعقل، فاليمين يستخدم الأجواء لكي يزيد من نفوذه ويطبق اجنداته، ويحاول أن يقوي من قاعدته المتشددة التي ترى تقارير أن المؤسسات الأمنية الإسرائيلية تعتبر ما يفعله المستوطنون المتشددون مضرا بإسرائيل ووجودها ويخلق حالة وبيئة أمنية كارهة ومعادية لإسرائيل.
تقارير إعلامية إسرائيلية تشير إلى أن الأجهزة الأمنية هناك تعتبر أن سلوكيات وزراء التطرف الإسرائيلي من اليمين المتشدد تحديدا بن غفير وسمورتش، ومن خلفهم قطعان المستوطنين بكافة أشكالهم، يستخدمون البيئة الأمنية والسياسية لكي يزيدوا من نفوذهم، وقد انتقلوا من حالة العمل والتحريض بالخفاء للعمل بالعلن والهجوم على الفلسطينيين، وهذا أمر يعتبر مخالفا للقانون الذي تدعي إسرائيل انها من الدول التي تحترمه، وهو أمر يخلق حالة من العداء الفلسطيني والعربي تجاه إسرائيل، عداء واستفزاز جعل حتى الدول التي وقعت معاهدات سلام مع إسرائيل في حالة عداء معها. كما أن النمطية عن إسرائيل بسبب أعمال المستوطنين تذهب بالاتجاه السلبي دوليا، وبدأ الانطباع يتشكل بأن إسرائيل دولة دينية متشددة ومتطرفة يهاجم فيها متشددو الدين اليهودي اتباع الديانات الأخرى. تقدير مهم لأول مرة يستخدم مصطلح الإرهاب اليهودي، ما أثار غضب المستوطنين الذي طالبوا بإقالة قادة المؤسسات التي استخدمت هذا الوصف. لكنه يبقى تقدير دقيق واستراتيجي يشخص الأمور بعين أمنية إستراتيجية تقول للمستوى السياسي في إسرائيل إن المستوطنين بأفعالهم خطر إستراتيجي أمني على إسرائيل وأمنها.
التقييم الموضوعي المحايد حتى من قبل أصدقاء إسرائيل الدوليين أن إسرائيل بالفعل لم تعد الدولة التي يعرفون ويدعمون، بل باتت دولة عنصرية يسمح فيها للمتشددين والإرهابيين من المستوطنين مهاجمة واستباحة الشعب الفلسطيني المدني الأعزل، وهم أيضا ينتهكون حرمات الأراضي المقدسة لغيرهم من خلال اقتحامات للمسجد الأقصى الحرم القدسي الشريف. إنهم فعلا مارقون تتنافى أعمالهم من أي دولة تحترم القانون وتدعي حرية الأديان وهما عاملان مهمان من اعتبار أي دولة ديمقراطية من عدمه. تتشكل عن إسرائيل انطباعية سلبية بسبب أعمال المستوطنين ووحشية التعامل مع الشعب الفلسطيني واستباحة دمائه وأرواحه، وهذا يجعل دول العالم أقل إقدامية على دعم إسرائيل، وان الدعم اللامحدود لإسرائيل في حالة تراجع، ما ينذر أن الحق سيأتي ولو بعد حين.