البطوش تكتب: ولادة الأميرة رجوة: فرحة هاشمية وسط أحداث مؤلمة
حنين البطوش / استشارية نفسية أسرية وتربوية
فرحة مهد جديد ووجع جرح نازف، يعيش الأردنيون لحظات متناقضة، فرحة استقبال الأميرة إيمان مولودة جديدة إلى العائلة الهاشمية، ابنة ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله الثاني والأميرة رجوة آل سيف، تلتقي بآلام غزة، لتشكل لوحة عاطفية معقدة تعكس عمق روح الأردني، ففي قلب الاحتفال، يبقى الهم الفلسطيني حاضراً، دافعاً إضافياً لبناء مستقبل أفضل للجميع ، تتضارب المشاعر في قلوب الأردنيين، فرحة الأردن بولادة الأميرة إيمان لا تتعارض مع حزنهم على ما يعانيه الشعب الفلسطيني، ورغم ما يواجهونه من تحديات، يجدون في هذه المناسبة فرصة للاحتفال بالحياة والتفاؤل بالمستقبل.
يأتي خبر ولادة الأميرة إيمان ابنة ولي العهد الأمير الحسين والأميرة رجوة، ليذكرنا بأهمية الحياة والفرح وبشرى سارة تبعث الأمل في قلوب الأردنيين.
فالأردنيون شعبٌ واحدٌ، قلبٌ واحدٌ، يحمل هموم الجميع، هذه الفرحة التي تعكس عمق الروابط الأسرية والتلاحم المجتمعي، تأتي لتذكرنا بأهمية الحياة والاستمرار، حتى في أصعب الظروف، فالأردنيون شعب عظيم، قلبه كبير، يستطيع أن يحمل في آن واحد هموم أمته وفرحته الخاصة، فلتكن هذه الفرحة حافزاً لنا جميعاً للعمل من أجل تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.
هذا الحدث السعيد أضاء الأردن فرحاً وسعادة، وأسعد قلوب الأردنيين والعرب، وأضاف بريقاً جديداً إلى قصة حبٍ ملكية بدأت بزفافٍ أسطوري، لتتوج اليوم بقدوم مولودة ملكية تحمل في اسمها معاني الإيمان والأمل.
من قصر الأحلام إلى حضن الأسرة، خطت الأميرة رجوة آل سيف خطوات ثابتة نحو قلب كل أردني ،بدأت قصتها كعروس خطفت الأنظار في زفاف ملكي أسطوري، لتتحول سريعًا إلى أيقونة للأمومة الرقيقة والقوة الأنثوية، في أقل من عام، تحولت الأميرة من عروس 2023 إلى أم 2024، في قصة تلهم الملايين وتؤكد أن دور الأم هو تاج يزين جمال المرأة.
لا يزال زفاف الأمير الحسين بن عبدالله الثاني والأميرة رجوة محفورًا في ذاكرة الأردنيين والعرب، والذي أذهل الجميع بأبهته وبساطته في آنٍ واحد، إطلالات الأميرة البهية، ابتسامتها الهادئة والرقيقة جعلتها محط أنظار الجميع .
واليوم ومع ولادة الأميرة إيمان، تكتمل سعادة الأميرة رجوة، وتبدأ مرحلة جديدة في حياتها كأم، فحولها من عروس الأردن إلى أمٍ تحمل بين ذراعيها أمانة المستقبل.
إن ولادة الأميرة إيمان هي بداية فصل جديد في تاريخ الأسرة الهاشمية، وهي تحمل في طياتها آمالاً وطموحات كبيرة، فالأميرة إيمان هي حفيدة الملك عبدالله الثاني، وهي جزء من الجيل الجديد الذي سيقود الأردن نحو المستقبل.
هذا التحول الكبير يحمل معه مشاعر مختلطة من الفرح والمسؤولية، حيث تستعد الأميرة لتجربة الأمومة التي تعد من أسمى التجارب الإنسانية.
تعتبر الأميرة رجوة نموذجاً للمرأة المعاصرة التي تجمع بين الحداثة والتقاليد، بين العلم والعمل، بين الجمال والذكاء والرقي والأناقة .
وبين دورها كزوجة وأم وتمتعها بشخصية قوية ومحبة، وقيادية وإنسانية، فهي امرأة متعلمة ومتثقفة، ولها اهتمامات واسعة في المجالات الاجتماعية والثقافية, خطفت قلوب الأردنيين والعرب منذ زواجها من ولي العهد، ولكن مع قدوم الأميرة إيمان، اكتسبت الأميرة رجوة بعداً جديداً في حياتها، حيث تحولت من شخصية عامة محط الأنظار إلى أم تهتم برعاية مولودتها الجديدة، هذا التحول الطبيعي في حياة المرأة، إلا أنه يحمل في طياته الكثير من المعاني والدلالات، فالأمومة هي من أعظم النعم التي يمكن أن تنعم بها المرأة، وهي تجربة غنية وعميقة تترك أثراً عميقاً في شخصية المرأة وتجعلها أكثر قوة وحكمة.
إن ولادتها لطفلة هي دليل على أن الأمومة لا تتعارض مع طموحات المرأة وأهدافها، بل إنها تضيف إليها بُعداً جديداً من السعادة والإشباع، فالأميرة إيمان تأتي في وقتٍ يحتاج فيه الأردن إلى جرعة من الأمل والتفاؤل.
لطالما كانت الأسرة المالكة الأردنية مثالاً يحتذى به في التزامها بقضايا المجتمع، ومن المتوقع أن تلعب الأميرة رجوة دوراً فعالاً في دعم المبادرات والبرامج التي تهدف إلى خدمة المجتمع، خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة والطفل.
احتفل الأردنيون بقدوم الأميرة إيمان بفرح عارم، وتبادلوا التهاني والتبريكات عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقد عبر الملك عبدالله الثاني والملكة رانيا حفظهما الله عن سعادتهما بقدوم حفيدتهما الجديدة، مؤكداً على أهمية الأسرة في المجتمع.
في لحظة مؤثرة تجسد عمق العادات والتقاليد الإسلامية، قام سمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد الأردني، بالأذان في أذن مولودته الأولى، سمو الأميرة إيمان بنت الحسين، هذه العادة ليست مجرد طقس تقليدي، بل هي تأكيد على أهمية الدين في حياة الأفراد والمجتمعات، وترسخ لقيمنا الإسلامية الأصيلة.
يعد أذان المؤذن في أذن المولود الجديد سنة مؤكدة في الإسلام، وقد ورد في السنة النبوية الشريفة أن النبي صلى الله عليه وسلم أذن في أذن الحسن بن علي رضي الله عنه حين ولدته فاطمة الزهراء رضي الله عنها، وهذا الفعل الحكيم يحمل في طياته العديد من الفوائد والمقاصد السامية، فالأذان هو أول صوت يسمعه الطفل، وهو صوت الأذان الذي يدعو إلى التوحيد والعبادة، والأذان هو أول دعاء يصل إلى أذن المولود بالهداية والصلاح والبركة، والأذان يربط الطفل بهويته الإسلامية منذ لحظات ولادته الأولى.
قيام الأمير الحسين بالأذان في أذن ابنته هو مثال حي على التمسك بالسنة النبوية الشريفة، وتطبيقها في الحياة اليومية، هذه اللفتة الكريمة تعكس عمق إيمان الأمير بدينه، وحبه الشديد لابنته، وحرصه على تربيته في بيئة إسلامية صالحة، كما أنها ترسخ صورة مشرقة عن الأسرة الهاشمية، وتؤكد على التزامها بالقيم الإسلامية والأخلاقية.
إن ولادة الأميرة إيمان هي بداية فصل جديد في تاريخ الأردن، وهي تحمل معه آمالاً كبيرة بمستقبل مشرق للبلاد، فالأميرة إيمان ستكون رمزاً للأمل والجيل القادم، وستحمل على عاتقها مسؤولية كبيرة تتمثل في الحفاظ على تراث الأردن وتقدمه.
تهانينا للأميرة رجوة وأمير الشباب ولي العهد الأردني الحسين على هذا الحدث السعيد، نتمنى لهما ولطفلتهما حياة سعيدة ومليئة بالبركة إن ولادة الأميرة إيمان هي مناسبة للاحتفال والتفاؤل بمستقبل مشرق للأردن.