مليارات ومسكّنات
لم تتوقف الإدارة الأمريكية عن التبشير بنجاح صفقة وقف إطلاق النار والتبادل، غير أن الذي حدث حتى الآن ونحن نوشك على إكمال سنة على الحرب، أن لا صفقة ولا يحزنون.
بعد كل هذا.. وبعد التصعيد الكبير والواسع في الحرب، عاد التبشير من جديد بأن الصفقة قيد الإنجاز، ولم يبقَ سوى بعض الفجوات الضيقة التي يمكن إغلاقها.
إذا ما نظرنا إلى تجربة الأشهر الطويلة الماضية الحافلة بالفشل وانعدام الإنجاز، ولو بمستوى تهدئة مؤقتة محدودة، فإن تفاؤلنا بنجاح وشيك يبدو نوعاً من السذاجة.
إننا أمام حالة أمريكية تعبر عن المسار العام لسياسة الدولة العظمى، ففي اليوم الذي يُعلم فيه السيد بلينكن عن قرب التوصل إلى صفقة، يُعلن فيه عن تزويد إسرائيل بسلاح وعتاد بقيمة ثلاثة مليارات ونصف المليار دولار، كانت أقرت في السابق وستنفذ اليوم.
لا نملك منطقية لوم أمريكا على ما تقدم لإسرائيل، فهي المدللة والامتداد الاستراتيجي في الشرق الأوسط، غير أن ما يلفت النظر حقاً، هي الازدواجية الكارثية التي يجسدّها مبدأ المليارات لإسرائيل والمسكنات للعرب، المليارات مال وسلاح وذخائر وسياسة، والمسكنات مجرد كلام عن صفقة وحل!!