الخدمات الطبية الملكية وداعة الحسين بن طلال لشعبه

 

كتب أ.د. محمد الفرجات

تاريخ عريق عبق بالإنجازات والذكريات نتنشقه بعمق في مؤسسة وطنية عريقة بناها الحسين بن طلال طيب الله ثراه بفكر وعقول وجهود أردنية، خدمات طبية تفوقت بالنوعية والجودة على المستويين الإقليمي والدولي، وتحتضنها قواتنا المسلحة الباسلة، وخرجت المستشارين والعباقرة الذين شيدوا صروحا طبية هنا وفي الدول العربية وحتى في العالم.

مستشفيات الخدمات الطبية الملكية المنتشرة في مملكتنا العزيزة ولدت من رحم مدينة الحسين الطبية أم الطب والمستشفيات، والتي سجلت على مستوى الإقليم أول عملية زراعة قلب وزراعة كلى وقلب مفتوح وجراحات نوعية دقيقة يشهد لها.

الإدارة تعمل وفقا لتوجيهات سيد البلاد بتوفير الرعاية الطبية بأعلى معايير الجودة لمنتسبي ومتقاعدي الجيش والأجهزة الامنية وأسرهم وكذلك لكل المدنيين، وقد إمتدت خدماتهم للأهل في فلسطين وفي كل بقاع الأرض من خلال قوات حفظ السلام الدولية.

تعالج مستشفيات الخدمات الكثير من الحالات ضمن حزم الإعفاءات، ومع الكلف الجارية والرأسمالية المطلوبة للتطور فبالتأكيد وللحفاظ على الجودة والتميز والإستمرار لا بد من تعزيز مخصصات خدماتنا الطبية الملكية، فلا شك بأن الجودة والتميز ومواكبة العصر ليست فقط بالجهود البشرية.

وهنا لا بد لي من التأكيد على ما جاء بمقال سابق لي طالبنا فيه بتشييد مدينة طبية عالمية في العقبة لتشكل ذراع طبي يستقطب السياحة العلاجية الخارجية، ويعود بالنفع المعرفي والمادي على هذه المؤسسة التي نفاخر بها جميعا... سأدرج نص المقال بالأخير.

هنا نحيي جهود عطوفة مدير الخدمات الطبية الملكية وفريقه وكوادره، ونسأل الله تعالى أن تحسب هذه المؤسسة صدقة جارية لروح الحسين بن طلال وكل من ساهم بتشييدها أو إعمارها أو عمل بها من كوادر طبية وتمريضية وإدارية.

تاليا نص مقال السابق والذي جاء في بداية ٢٠٢٢

مدينة خدمات طبية ملكية عالمية في العقبة

كتب أ.د. محمد الفرجات

خلال زيارة مريض، أجريت بالأمس جولة في كل أقسام مستشفى سمو الأمير هاشم العسكري في العقبة من باب الفضول والإطلاع، وتزامنت بالصدفة مع وجود تفتيش إداري لديهم، وللأمانة لم أجد فرقا في التجهيزات والجاهزية والنظافة مع الأيام العادية.

خدماتنا الطبية الملكية التي أوجدها الحسين بن طلال طيب الله ثراه، تعد إحدى أهم إنجازات المئوية الأولى من عمر الدولة الأردنية، وهي مكون مشرف من مكونات قواتنا المسلحة الباسلة.

الكوادر ما بين مستشارين وأطباء إختصاص وإقامة وطب عام، بجانب كوادر ومرتبات التمريض، مع طاقم إدارة المستشفى والدعم الفني والتزويد، كلهم يعملون كخلية نحل، وترى النظام يسود المشهد.

في مستشفيات خدماتنا الطبية الملكية، الإنجازات الطبية بالعلاج والمداخلات الجراحية الصغرى والكبرى تتحدث عن صروح طبية متقدمة، تعليميا فإنها منارة لطلبة الطب والإختصاص محليا وإقليميا ودوليا.

تطوير وادي عربة وحسب رؤية مخططها التنموي الإستراتيجي الشمولي، ستشبك مع العقبة، وبوجود مطار العقبة الدولي وموانيء العقبة وفرص تحلية المياه وتوليد الطاقة الكهربائية من الشمس، ستشكل مشروعا وطنيا يعد ركيزة لإقتصاد المئوية الثانية، وسلة الأردنيين الغذائية.

العقبة التي ستمتد للشمال بمشاريع سكنية وتنموية سياحية وزراعية مناخية ذكية، وصناعات المستقبل (كما نفترض)، وكونها كذلك منطقة إقتصادية خاصة، ومع مناخها المعتدل والشافي، ستكون بحاجة لطرح رؤية إستثمارية لتشييد مدينة خدمات طبية ملكية عالمية في العقبة.

دول أوروبا والخليج مع العراق واليمن وليبيا وبعض الدول الإفريقية وغيرها، سيجد مرضاها في هذا الصرح مستشفى لهم، يقدم الخدمات الطبية والرعاية والعلاج ويقوم بالعمليات الكبرى وعلاج الأمراض المستعصية.

هذه الرؤية الإستثمارية تقوم على ثلاثة مكونات:

أرض تقدمها مفوضية العقبة لتدخل شريك أول

تمويل كامل المشروع من صندوق إستثماري وطني (مساهمات)

تشغيل تقوم به الخدمات الطبية الملكية/شريك ثاني

الرؤية تعزز مكانة العقبة الإقتصادية الخاصة عالميا، وتزيد تدفق العملة الصعبة للخزينة، وتفتح المجال لآلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة، كما وتعزز قطاعنا الصحي بالنوعية والجودة.