"إدارة السير في مواجهة الإصابات المرورية : جهود جبارة رغم الأرقام المقلقة"..

 

للكاتب والمحلل الأمني د. بشير الدعجه..

سجل شهر أغسطس 2023 أكبر عدد من الإصابات البليغة في حوادث المرور، حيث بلغت نسبة الإصابات البليغة 10% من مجموع الإصابات... كما شهد شهر تموز أعلى عدد من الإصابات البليغة بين المشاة، وفقًا للتقرير المروري السنوي الصادر عن إدارة السير.

تعد هذه الأرقام دليلاً واضحًا على التحديات الكبيرة التي تواجهها إدارة السير في الحفاظ على سلامة المواطنين وتقليل حوادث المرور... فعلى الرغم من هذه الأرقام المثيرة للقلق، يجب أن نشيد بالجهود الجبارة التي تبذلها إدارة السير في تحسين السلامة المرورية وتوعية الجمهور.

إدارة السير تعمل بشكل مستمر على تعزيز الوعي المروري بين المواطنين من خلال حملات التوعية المستمرة وبرامج التدريب.... حيث تهدف هذه الجهود إلى تقليل عدد الحوادث المرورية وتعزيز ثقافة القيادة الآمنة بين السائقين والمشاة على حد سواء.

تنفذ إدارة السير العديد من الإجراءات الوقائية للحد من الحوادث المرورية، مثل زيادة عدد الدوريات المرورية في المناطق ذات الكثافة المرورية العالية، وتحسين البنية التحتية للطرق بالتنسيق مع امانة عمان الكبرى والبلديات لتكون أكثر أمانًا وملاءمة للسير... كما تعمل الإدارة على تطبيق قوانين المرور بشكل صارم، لضمان التزام السائقين بالقواعد واللوائح المرورية.

إن ارتفاع عدد الإصابات البليغة بين المشاة في شهر تموز يسلط الضوء على أهمية تعزيز الوعي بين المواطنين حول قواعد المرور، خاصة في المناطق الحضرية المزدحمة... وتتضمن جهود إدارة السير في هذا الصدد تحسين عبور المشاة في الأماكن المخصصة لهم، وإنشاء المزيد من الجسور والممرات الآمنة للمشاة، بالتنسيق والتعاون مع الجهات المعنية في المدن الأردنية وتكثيف الحملات التوعوية لتشجيع المواطنين على استخدام هذه المرافق بشكل صحيح.

بالإضافة إلى ذلك، تستمر إدارة السير في تطوير استراتيجيات جديدة للحد من الحوادث المرورية، بما في ذلك استخدام التكنولوجيا الحديثة مثل كاميرات المراقبة والرادارات الذكية لرصد وتسجيل المخالفات المرورية....  حيث تساعد هذه التكنولوجيا في تحسين مراقبة الطرق وتعزيز الأمان المروري، من خلال ردع السائقين عن ارتكاب المخالفات وتوفير بيانات دقيقة عن الحوادث المرورية للمساعدة في اتخاذ القرارات الصائبة.

إن تحقيق انخفاض ملموس في عدد الحوادث والإصابات المرورية يتطلب تكاتف الجهود بين جميع أفراد المجتمع... فعلى السائقين والمشاة أن يكونوا أكثر التزامًا بالقواعد المرورية وأن يدركوا أن السلامة هي مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع.

ختاماً ، نثني على الجهود المتواصلة التي تبذلها إدارة السير في مواجهة التحديات الكبيرة لتحسين السلامة المرورية.... على الرغم من الأرقام المرتفعة للإصابات البليغة في شهري أغسطس وتموز، فإن هذه الجهود تظهر التزام الإدارة بتوفير بيئة مرورية أكثر أمانًا للجميع... وندعو الجميع إلى التعاون مع إدارة السير والالتزام بالقوانين المرورية للحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات...وللحديث بقية..