بايدن ينسحب
د. محمد حسين المومني
أعلن الرئيس جوزيف بايدن انسحابه من سباق الرئاسة كممثل للحزب الديمقراطي امام ترامب ممثل الحزب الجمهوري.
بايدن قال في رسالة انه يعتذر عن قبول الترشيح المتوقع ان يحدث في مؤتمر الحزب الديمقراطي القادم، واعلن ايضا انه سيدعم ترشيح نائبته كاميلا هاريس لتكون هي مرشحة الحزب الديمقراطي القادمة التي ستتنافس مع ترامب.
هذا الترشح ليس مضمونا لهاريس لكنها للآن الاكثر حظوظا بأن تكون هي مرشحة الحزب الديمقراطي للانتخابات القادمة. كثيرون قدروا موقف بايدن غير المتوقع بالانسحاب من سباق الرئاسة بعد اصرار ومقاومة ضغوط على الاستمرار بالترشح وعدم الانسحاب.
معظم قيادات الحزب الديمقراطي اعتبرت موقف بايدن وطنيا ورفيعا وفيه كثير من الإيثار وأعلى من مصلحة حزبه وبلده على مصلحته الذاتية الخاصة.
كانت التوقعات ان بايدن سوف يستمر بالترشح لأن الحسابات تقول ان اي مرشح جديد سوف يكون ضعيفا امام ترامب، وان المناظرات القادمة سوف تعدل المزاج العام عن بايدن بعد اخفاقه بالمناظرة الاولى.
لكن يبدو ان قيادات الحزب الديمقراطي التي تحرص على الحزب وبذات الوقت صديقة وقريبة لترامب همست بأذنه ان انسحب فهذا افضل لك وللحزب.
التحدي الكبير القادم الآن هو الى اي مدى سينجح الحزب الديمقراطي بتقديم مرشح قوي يستطيع ان يفوز على ترامب.
رئيس اللجنة الحزبية للديمقراطيين وعد ان تكون عملية الاختيار للمرشح الديمقراطي منظمة وديمقراطية، ولكن بسبب ضيق الوقت فالارجح ان الحزب سيكون تحت ضغط هائل لكي يقدم مرشحا يبدأ الحملة الانتخابية فورا.
كاميلا هاريس تبدو للآن صاحبة الفرصة الاكبر وقد حصلت على دعم الرئيس وقيادات وازنة للحزب الديمقراطي. المشكلة ان ارقام استطلاعات الرأي تشير إلى انها اقل من بايدن قبولا، مع العلم ان هذا ربما كونها نائبة رئيس والتعاطي معها يتم على هذا الاساس، لكن ان اصبحت مرشحة للرئاسة فالامر سيختلف على الأرجح وستجد مزيدا من القبول.
مناصروها يقولون انها تقدم بديلا سياسيا متنورا وديمقراطيا عن ترامب، وتجعل كل من يخاف من دكتاتورية ترامب يدعمها بقوة.
الانتخابات القادمة هي انتخابات على الشخوص والقيم والمبادئ وليس على تفاصيل البرامج، بين مرشح يقدم نفسه بشعبوية ويريد ان يرسخ اشد مبادئ الحزب الجمهوري الذي يمثل يمينه، وبين مرشح ديمقراطي سيقدم نفسه انه الحامي للديمقراطية ومنظومة القيم الاميركية.
التوقعات بالنتائج الآن تميل لصالح ترامب، لكن بقي ثلاثة اشهر على الانتخابات وهذه فتره طويلة جدا من الزمن قد يتغير فيها الكثير وقد تحمل مفاجآت لا يستطيع احد التنبؤ بها.
دخلت الولايات المتحدة مرحلة من التسكين السياسي بسبب الانتخابات فالجميع بانتظار الرئيس القادم وماذا سيفعل، ولن يأخذ احد الرئيس المغادر بايدن بجدية الآن لأنهم يعلمون انه مغادر مع نهاية العام، لذلك، فسياسيا، ترامب صاحب الحظوظ بالفوز سيكون اكثر اهمية بالمشهد السياسي المحلي والدولي.