على مكتب وزير الشؤون السياسية والبرلمانية

 

بلال حسن التل

 لا اشك للحظة بدماثة خلق وزير الشؤون السياسية و البرلمانية، معالي السيد عبد المنعم العودات وسعة صدره، وهو ما شجعني لمناقشة بعض ماورد من افكار في حوار صحفي مع معالية، نشر قبل ايام،حيث استغرق الحديث عن الأحزاب والتواصل معها الجزء الأكبر من الحديث ، وهنا احب ان اضع على مكتب معالية  ملاحظة وهي :ان اسم الوزار التي يشغل معاليه كرسيها هو (وزارة الشؤون السياسية والبرلمانية) ، وليس وزارة الشؤون الحزبية، حتى تعطي الوزارة جل وقتها للاحزاب وللعمل معها، علما بان هناك أحزاب لا تعمل شيئا بالمطلق.
الملاحظة الثانية التي اضعها على مكتب معاليه هي:هي ان العمل السياسي ليس حكرا على الاحزاب وحدها، ففي بلدنا مؤسسات مجتمع مدني، من جمعيات وجماعات ومراكز دراسات أكثر تأثير من الاحزاب، ولدى بعضها مخرجات وخطط وبرامج أكثر بكثير من الاحزاب، ولا يتحفظ عليها المجتمع كما يتحفظ على الاحزاب، ولذلك فإن لدى هذه المؤسسات القدرة الكافية على المساهمة  بعملية التحديث السياسي التي نريدها.

ومثل مؤسسات المجتمع المدني، كذلك الصحف وبعض كتابها الذين تلعب مقالاتهم دورا هاما في تكوين قناعات المواطنين، ودفعهم للإنخراط في عملية التحديث السياسي، أكثر بكثير من تأثير البيانات الحزبية في بلدنا، فلماذا غاب هؤلاء عن خطط وبرامج و اهتمامات الوزارة وحواراتها حتى الان، لحساب الاهتمام المبالغ فيه  بالاحزاب، التي لايملك معظمها برامج تم طرحها ومناقشتها مع جمهور الاردنيين. لاستقطاب هذا الجمهور للحياة الحزبية. عن قناعة لا على سبيل المجاملة، علما بان قوة اي حزب لاتكمن في كثرة اعضائه، بل بقدرته على التعبئة والتنظيم، وتدريب هؤلاء الأعضاء على الانضباط الحزبي، واقناع من ينتسب اليه بفكر الحزب وبرامجه، اي الايمان بالفكرة والتضحية في سبيلها، فبمثل هذه الاحزاب  ومعها مؤسسات المجتمع المدني والصحافة الملتزمة يتم التحديث السياسي، الذي هو ضرورة لحماية بلدنا، من خلال انخراط الجميع في عملية سياسية وطنية، لاتميز الوزارة بين مكوناتها، اليس كذلك معاليك ؟.