هل بدأنا بالفعل نفقد مشروع منظومة التحديث السياسي ؟

 


د.فوزان العبادي


تراكمت الأخطاء والغلطات وظهرت التحديات بشكل جلي. والتي تواجه مشروع منظمومة التحديث السياسي   بكافة مكوناته وعلى رأسها ..وأهمها (الأحزاب) فما نرى من فقدان الاتجاه الصحيح لبوصلة التغيير لدى بعض الأحزاب التي وصلت الى السلطة   يشير الى خطورة بالغه نتيجة الخلط والابتعاد عن أهداف منظومة التحديث السياسي والتحول الديمقراطي وما يريد جلالة الملك من هذا التغيير .  لإنجاح أهداف التحديث السياسي وأهمها برلمانات حزبيه وحكومات برلمانيه قريبا... ولكن يبدو أن الإستقالات التي عصفت في بعض الأحزاب التي وصلت للسلطتين التشريعية والتنفيذية من قبل قياداتها الحزبيه هو أكبر دليل على عدم وجود وعي كافي بشكل ومضمون العمل الحزبي . فوجود قيادة الأحزاب بالسلطة سواء التشريعية أو التنفيذية كان يجب أن يكون مكسب كبير لهذه الأحزاب .ووصول قياداتها لمواقع صنع القرار يمكنها من تنفيذ بعض من برامجها الحزبيه .ولكن ما نجده هو أنها خسرت قياداتها التي تواجدت في السلطه .وكأن كل ما تقدم في منظومة التحديث السياسي هو لإنتاج أو اعادة إنتاج قيادات سياسيه لا أكثر.حيث ينتهي دور الحزب بوصول قيادته.وهذا بالطبع ماكنا نحذر منه مرارا وتكرارا .كما أن هذا هو جوهر الإختلاف بين بعض أحزاب الأيديولوجيات الوسطيه والتيارات العقائدية بشكل عام.
وأقرب مثال على ذلك تجربة الإخوان المسلمين .بغض النظر عن إتفاقنا أو إختلافنا حول فكر واهداف الخ...هذا الحزب إلا أننا نجد لديهم تنظيم قيادي ثابت ومتناسق حتى في حال وجود القيادة في أحد مواقع السلطه فهذا يعتبر مكسب لهم تنصب كافة الجهود و المحاولات لإستغلاله بتنفيذ مايمكن من برنامجهم وأهدافهم .ولذلك نجد أن لديهم إستدامه في البناء التنظيمي والقيادات ليست موجودة في كثير من التيارات الحزبيه.
علينا اليوم إدراك معنى ومفهوم العمل الحزبي بشكل صحيح ومنسجم مع منظومة التحديث السياسي وأهم أهدافها الوصول لحكومة برلمانية حزبية برامجية.