كلمة حق في زمن منصات التزييف

 

طلال غنيمات

نرصد كإعلاميين ومراقبين للمحتوى على وسائل التواصل الاجتماعي كثير من الأخبار المستفزة والمسيئة للمملكة. ونلاحظ انتشار العديد من المواقع والصفحات والحسابات، سواء الحقيقية منها أو الوهمية، التي تروج للإشاعات والأخبار الكاذبة ضد الأردن قصد او من دون .

هذه الظاهرة ليست جديدة، إذ يعاني منها الأردن منذ سنوات طويلة، وهدفها الأساسي هو تشويه صورة المؤسسات الأردنية وتقويض مكانتها ورمزيتها.

وفي ظل الظروف الإقليمية المعقدة والخطيرة التي تمر بها المنطقة، والتي ندرك تأثيراتها المحتملة على الأردن، أصبح من الضروري التحلي بالوعي والتفكير العميق حول خطورة هذه الأخبار ونوايا من يقفون وراءها. فهؤلاء لا يهدفون سوى إلى تشويه صورة الأردن، وزرع الشكوك حول مواقفه، وبث الحيرة والأسئلة حول كل ما يصدر عنه.

الأخ العزيز الإعلامي المؤثر حسام الغرايبة في إحدى حلقات برنامجه الأخيرة تحدث بشجاعة عن هذه الظاهرة، لافتًا الانتباه إلى بعض المؤسسات والصفحات وأهدافها الأيديولوجية التي تستهدف الأردن وقيمه. 
اتفق تماما مع الغرابية وارفع الصوت معه محذرا من تلك الاجندات لمن يقفون خلف تلك الأكاذيب والهدف الخبيث منها، تحديدا لمن يروج بسوء نية وقصد وتقصد خدمة لمن. الله اعلم!!!

وحتى لا يساء الظن بالجميع، ثمة أفراد يروجون لهذه الأكاذيب بحسن نية، وعلى هؤلاء ان ينتبهوا قليلا لمن يستخدمهم من حيث لا يدرون، ومن واجبهم لى التمعن في الأخبار والمعلومات التي ينشرونها، إذ يمكن لهذه المعلومات أن تصل إلى جمهور واسع وتؤثر سلبًا على صورة الأردن ومواقفه.

أما أولئك الذين يعملون بسوء نية ويضمرون الشر للأردن، فإن مواجهتهم تتطلب نشر الحقائق وتكثيف التوعية الإعلامية من قبل الجهات المعنية. ولعل إعادة منصة "حقك تعرف" التي دعا الزميل حسام الغرايبة ايضا إلى إحيائها منذ أشهر تكون وسيلة فعالة في التصدي للإشاعات والأخبار المغرضة التي تستهدف الأردن.

إننا بحاجة إلى صدقية المعلومات وإلى وعي متجدد وفهم عميق لتحديات هذه المرحلة، حتى نعبرها بأمان. فمن لا يدرك اليوم أن المعلومة أصبحت سلاحًا، وأن وسائل التواصل الاجتماعي تحولت إلى منصات للهجوم على الأردن، عليه أن يدرك أن هذه المنصات لا تقل خطورة عن الأسلحة التقليدية، فهي سلاح يفتك بالمجتمع، ويهدد مبادئنا وقيمنا ووطننا.

علينا أن نتحلى بالوعي الكاف لمواجهة هذا السلاح، وأن نكون مخلصين لأردننا وحريصين على حمايته من كافة الأخطار التي تترصده من الغرب والشمال ومن العالم الافتراضي فالمعلومات الصادقة الحقيقية والإيمان بوطننا ومواقفه هما أدواتنا في هذه المواجهة.

لقد قدَّم الأردن من المواقف ما لم تقدمه دول كثيرة؛ سواء على الصعيد السياسي أو الدبلوماسي أو الإنساني، ومن واجبنا تقدير هذه المواقف وحمايتها. لأن الدفاع عن مواقف الأردن هو حماية للأردن نفسه، والتشكيك بها هو تشكيك بالوطن، ما قد يلحق الضرر به.