( حال الأمة الإسلامية )

 

د . بسام العموش

حال أمة الإسلام لا يسر صديقا" ولا محبا" ولا منتميا" ولا غيورا" !! فأكثر من خمسين دولة مع أن الإسلام يطلب أن نكون جسدا" واحدا" ؛ وحتى إن لم نستطع أن نكون في كيان واحد فلا أقل من الأداء المنسق لصالح استراتيجيات الأمة . فأمة الإسلام متنوعة الأعراق واللغات والعادات والتقاليد والمذاهب الفقهية والمفاهيم الفكرية ومتعددة في أشكال النظم السياسية . انا لا تهمني التسمية حيث لم يفرض الإسلام اسما" محددا" لدولته ؛ ولا يضيرني اختلاف العادات والتقاليد والمذاهب الفقهية . ما يهمني أن يبقى الجسد واحدا" متصلا" تنبض في عروقه ودمه مصلحة أمة الإسلام وهيبة أمة الإسلام وكرامة أمة الإسلام وعزة أمة الإسلام . لا يجوز لأية دولة أو دويلة من دولنا أن تقبل بالذل والهوان والاستضعاف للمسلمين اينما كانوا وحيثما حلوا . نريد يا دولنا الإسلامية أن تستشعروا الحديث النبوي " ... اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى " تداعى اي يدعو بعضكم بعضا" لتهبوا هبة رجل واحد مثل هبة رجال الدفاع المدني حين تنشب الحرائق . ألم تروا الذبح في فلسطين ولبنان واليمن والعراق والبوسنة والشيشان والافغان وكشمير والروهنجا وغيرها ؟؟!! يا دولنا الإسلامية : ألا ترون هيمنة الأجنبي علينا وتجمعهم ضدنا ؟! ألم يجتمع سايكس وبيكو وقطعونا اربا" اربا" ؟ ألا ترون غطرسة القوى علينا ؟ ألا تروا كيف ينهبون أموالنا وآثارنا ومقدساتنا وهويتنا وشبابنا وأخلاقنا ؟! ألا تروا كيف أخضعنا البنك الدولي فصرنا اليد السفلى وبما حرم الله من الربا ؟! ألسنا نملك النفط والتاريخ والآثار والسياحة والموقع الجغرافي والطاقة البشرية ؟ لماذا حالنا إذن هكذا ؟ من المسؤول ؟ ألستم تجتمعون في المواسم الدورية في منظمة المؤتمر الإسلامي فلماذا لا تضعوا لنا خطة استراتيجية لننهض من نومنا العميق ؟ حملوا كل واحد فينا ما هو مطلوب كي ننهض . ارسموا لنا خطط التعليم وخطط الاقتصاد وخطط الإعلام . ابدأوا فرحلة الألف ميل تبدأ بخطوة . لماذا لا نخطوا ؟ هل أصابنا الشلل ؟ ام نحن مقعدون ؟ سنحترم خصوصية كل بلد لكن ما نطلبه لا يتعلق بمكان فهو الحديث عن العزة والكرامة والرفعة والتقدم والأخلاق والشعور بالجسد الواحد . لن نحملكم فوق الطاقة بل وفق الاستطاعة التي تعني بذل الجهد بكل معنى الكلمة ، سيروا ونحن معكم ، نردفكم ونسندكم سواء كنا رجالا" أو نساء ، شيبا" أو شبابا" . كل منا من مقعده وتخصصه عبر القلم والمال والتعليم والمنبر . نرجوكم أن تقيموا الحجة علينا بتوظيفنا في خطتكم الاستراتيجية إذ من العار أن يكون اتحاد اوروبي ولا نكون في اتحاد اسلامي .