عام على الطوفان
حسن البراري
لا أريد أن اتحدث عن الطوفان بحد ذاته، لكنني سأتناول خيبة التغطية الاعلامية عند بعض القنوات التي وإن بثت باللغة العربية. إلا ان محتواها عبري بامتياز. للأسف تحولت بعض القنوات العربية لمنصة تروّج للرواية الإسرائيلية على حساب الحقيقة والعدالة. فبدلًا من أن تسلط الضوء على معاناة الفلسطينيين وتكشف الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحقهم، نجد بعض المحللين في القناة يتبنون سرديات منحازة لصالح إسرائيل وكأنهم يبررون هذه الانتهاكات. الإعلام يجب أن يكون مرآة للحق وليس أداة لتزييفه. نحن بحاجة إلى إعلام يلتزم بالمهنية والإنصاف، لا بالتحيز والتواطؤ..
بكل تأكيد لا أصادر حق أي محلل سياسي أن يكون له موقف نقدي حتى من المقاومة - في نهاية المطاف هي تحت النقد - لكن هناك نقد مشروع ينطلق من الاحساس بمعاناة الفلسطينيين واللبنانيين وحق الفلسطينيين في التحرر، وهناك نقد أشبه بالهجوم الكاسح على المقاومة وكأن إسرائيل سويسرا. لا أعرف كيف يقبل محلل سياسي عربي أن يضع نفسه خدمة لهذه القنوات، فهم ثلة من المحللين الذين يتسم أغلبيهم بالجهل والآخر بالتواطوء.