الاخبار العاجلة
من الناحية الاستراتيجية... ( اود ان أصف الواقع بدون عواطف او مبالغات)...

من الناحية الاستراتيجية... ( اود ان أصف الواقع بدون عواطف او مبالغات)...

الدكتور رحيل الغرايبة

إن حصيلة القيمة الحقيقية للحرب التي يشنها الاحتلال على غ زة من حيث الجانب الاستراتيجي لمستقبل الكيان ضعيفة ومتدنية وأضافت دليلا آخر على فشل المرحلة الأولى من الحرب .. وذلك لما يلي..

= من حيث الأهداف العسكرية وهي محل نظر المحللين تكاد تكون صفرا أو تؤول إلى الصفر... وجل الأهداف التي تم استهدافها حتى الآن مدنية ؛ مستشفيات.. مساجد.. كنائس.. مجمعات سكنية.. محلات تجارية.. سكان عاديين مدنيين..

فلم يتم تدمير بنى عسكرية للمقاومة ِ.. ولم يم النيل من قادة المقاومة..، ولم يتم كسر شوكة المقاومة، ولم يتم تدمير أسلحتها.. ولم يتم منع إطلاق الصواريخ تجاه تل أبيب وعسقلان ومدن ومستعمرات اخرى.. ولم يتم الحصول على معلومات استخبارية عن المقاومة، وأماكن وجودها واسلحتها وقياداتها وخططها وحجم قوتها الحقيقية .. باستثناء استشهاد أحد قادة المقا. ومة.... 

بالاضافة الى التسبب بفتح جبهة الشمال المؤرقة التي تشكل كابوسا آخر إضافي في السياق العسكري.. 

= من الناحية السياسية لم يتم تحقيق أهداف سياسية ذات قيمة معتبرة للكيان؛ لا على صعيد الجبهة الداخلية للكيان ولا صعيد علاقاته مع الأطراف العربية.. بل على العكس تماما.. ما حصل يمثل ضربة لكل الجهود التي بذلت مع أطراف عربية جديدة.. وخسرت حكومة الاحتلال وخسر رئيسها على الصعيد الإقليمي والعالمي، وهناك تراجع مذهل في هذا السياق، خاصة على مستوى شعوب العالم باستثناء بعض الحكومات الغربية المنحازة بدءا وانتهاء..

= على الصعيد الإعلامي لم يتم تحقيق الأهداف المرسومة التي أرادت تشويه صفحة" المقا، ومة" الفلسطينية وتصوير الكيان المحتل أنه الضحية..!! بل أظهرت الوجه البشع للاحتلال وحربه غير الانسانية التي يشنها على غزة، والتي تشكل جريمة حرب مكتملة بتريح أطراف دولية محايدة.. وقد بان الكذب المكشوف الذي مارسه الكيان، مما شكل حرجا بالغا لحلفائه..

= فشل الرئيس في إنقاذ نفسه من دوامة الفشل العسكري والسياسي والاستخباراتي.. ولن يستطيع إنقاذ نفسه من الحساب الداخلي القاسي القادم لا محالة، الذي قد يودي بمستقبله السياسي..

= أما الحديث عن البعد النفسي والمعنوي، فلا شك أن معنويات الجيش في أدنى مستوياتها بعد أن نجحت" المقا. ومة" نجاحا مذهلا في اقتحام الحدود والمنطقة العازلة بالقطاع، واستطاعوا تفكيك اللواء المدرع المتوكل بغ زة.. وقتل 2000 وأسر عدد كبير غير محدد،، ومنهم ما يزيد عن 220 عسكريا على الأقل..

وفي المقابل فإن الوضع النفسي لرجال " المقا.. ومة " في قمة المعنويات والثقة بالنفس وامتلاك القدرة على المبادأة والاستعداد للمزيد..

=بقي القول أن الحرب على غ زة شكلت منعطفا في المسار السياسي الإقليمي ونقطة تحول حقيقي .. وإعادت بعثرة الأوراق السياسية في المنطقة.. وسوف نشهد تغيرا كبيرا في مزاج الشعوب العربية على وجه الخصوص...

والذين يظنون أنهم قد أفلحوا في ثورتهم المضادة ضد انتفاضة الشعوب العربية واهمون وسوف يدركون انهم أسهموا في زيادة مخزون الغضب الذي سوف يكون له فعله القادم لا محالة ِ..

وليس هناك مبالغة في القول أننا أمام لحظة تاريخية حقيقة لا يدركها الانتهازيون الذين استفادوا من الوضع الرمادي السابق..


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).