إفلاس وانهيار بنك وادي السيلكون في الولايات المتحدة

المستشار الاقتصادي محمد الرواشدة

قبل يومين اعلن بنك وادي سيلكون  افلاسه وعدم قدرته على دفع الودائع لدي المودعين ، هذه شرارة وانذار خطير لدى القطاع المصرفي في الولايات المتحدة الامريكية، وهذا يذكرنا ببداية انهيار بنك ليمان بروذرز في عام 2008 والذي تسبب بازمة مالية عالمية .

اهم سبب لانهيار بنك وادي السيلكون هو تضخم حجم الودائع من 44 مليار دولار الى حوالي 190 مليار دولار بينما حجم القروض ارتفع من 33 مليار دولار الى 66 مليار دولار.... وهذا اجبر البنك للبحث عن ادوات جديدة لاستثمار الودائع وهذا ادى الى اتجاه البنك للاستثمار في سندات الخزينه الامريكية في نهاية عام 2021 بمقدار 128 مليار دولار تقريبا .

في هذه الاثناء قام الفدرالي الامريكي برفع سعر الفائدة على الدولار سبع مرات خلال عام 2022 بحيث وصل سعر الفائدة على الدولار الى حوالي 4.5% وهذا يعني انخفاض سعر السندات .... وبالتالي طالب المودعون بسحب اموالهم وهذا خلق نقص في السيولة داخل البنك وحاول زيادة راس المال لكن لم ينجح بذلك مما اضطره الى بيع السندات بخسارة 1.8 مليار دولار.

هذه الخسارة خلقت هلعا وارباكا لدى المودعين ليتدافعوا  اكثر واكثر لسحب ودائعهم وهنا لم يستطع البنك دفع تلك الودائع لاصحابها .... وهنا دخلت الوصاية القضائية لمؤسسة تأمين الودائع FDIC ووضعت يدها على البنك وجمدت الودائع....

ما حدث خطير جدا جدا ، مؤسسة تأمين الودائع تضمن دفع 250 الف دولار للمودع  فقط وستقوم بتسييل اصول البنك والسؤال هنا هل هذه الهزة ممكن ان تنتقل الى بنوك اخرى .... والجواب الامر ليس بهذه السهولة لكن كل شيء وارد  وممكن ...

لقد كان التاثير عنيفا يوم الخميس والجمعه على الاسواق المالية العالمية  فانخفضت الاسواق الامريكية والاوروبية والاسيوية وشهدت هزات عنيفة .... وارتفع الذهب بشكل جنوني حوالي 40 دولار في تداولاته يوم الجمعة لانه ملاذ امن بكل المقاييس العالمية.

العالم يشهد حالة من عدم اليقين والضبابية العالية جدا ، وهذا كله ما زال يؤثر بشكل سلبي على العالم باكمله ويعمق الركود الاقتصادي العالمي .... ديون الولايات المتحدة اليوم 31 تريليون دولار وهو اعلى مستوى من الدين منذ بداية تأسيس الولايات المتحدة الامريكية ودينها الخارجي حوالي 7 تريليون دولار وفي اللحظة التي تتخلف الولايات المتحدة من دفع ديونها يدخل العالم بازمة ماليه عالمية تكون الاعنف على مر التاريخ ....

المؤشرات العالمية ليست مريحة وما يحدث بالعالم ليس مريح ابدا .