رحمك الله يا وطني

رحمك الله يا وطني

كتب: د. عمار المبيضين

صددت نفسي صدا عنيفا صارما عن التحدث في هذا الموضوع ... ولكن موضوع الحدث المخجل دفعني الى الحديث ...

حدث مؤسف مخجل... حدث يدور حول نزعة الاستئثار وانعدام الوفاء...

القصة باختصار ان جمعية امراض الدماغ والاعصاب استوقفها معاناة مرضى التصلب اللويحي في وطننا من صعوبة الاجراءات للحصول على الدواء، والافتقار لوجود مركز متخصص لهذا المرض، فقامت جمعية امراض الدماغ والاعصاب بمخاطبة الشركات التي لها علاقة بعلاجات هذا المرض للمشاركة في انشاء مركز متخصص في مستشفى البشير، وابدت الشركات مشكورة استعدادها للمشاركة في هذا المشروع الوطني.

وفعلا تم تحديث مبنى في مستشفى البشير وتجهيزه بأحدث الاجهزة والمعدات المطلوبة بمشاركة الشركات الداعمة وجمعية امراض الدماغ والاعصاب وبأشراف مباشر من الجمعية دون ان تتحمل وزارة الصحة اي كلفة مادية.

اليوم تم بحمد الله افتتاح المركز، وبالرغم من فرحتنا بافتتاح هذا المركز الا اننا كجمعية أعصاب فوجئنا كما تفاجئ الجميع بعدم دعوة جمعية امراض الدماغ والاعصاب والشركات التي تبرعت لهذا المشروع الوطني من حضور حفل الافتتاح.

أتساءل هنا ما بال مسؤولينا قد طفت عليهم صفة الاستئثار... فأصبح الواحد فيهم يأخذ ولا يعطي... ويطلب ولا يقدم ... وينسب الى نفسه على ما ليس له بغير حق... ونسوا او تناسوا ان من اركان استقامة السلوك هو الشكر على الجميل ... وان الوفاء هو من شيم الكرام...

أقول وكلي حسرة باننا لا زلنا في هذا الوطن نشهد فريقا تعلو ابصارهم غشاوة الجهالة وتسامر عقولهم خواطر التكبر ... فهم يرون أنفسهم في علو ورفعة ما داموا في منصبهم الرفيع ... وفقدوا طباع الفضيلة واخلاق الشمم والاباء...

ذلك بعض من الداء العياء الذي أصاب مسؤولينا ...

رحمك الله يا وطني….


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).