الاخبار العاجلة
تقرير.. مؤشرات على شتاء قاسٍ وأجواء متطرفة

تقرير.. مؤشرات على شتاء قاسٍ وأجواء متطرفة

كشف المهندس أحمد العربيد من المركز العربي للمناخ عن أن أجزاء من البلاد العربية تعيش حتى اللحظة صيفاً اعتيادياً يكاد يخلو من الموجات الحارة اللاهبة في منطقة بلاد الشام وما حولها، بينما تتعرض أجزاء من غرب القارة الأوروبية لموجة حارة تاريخية عملت على تحطيم العديد من الأرقام القياسية في ارتفاع درجات الحرارة، لا سيما في بريطانيا وفرنسا والبرتغال وإسبانيا.

وأشار العربيد إلى أنه في الوقت نفسه، تعيش أجزاء من الشرق الأوروبي وروسيا أجواء باردة بشكل لافت عملت على انخفاض درجات الحرارة في تلك المناطق بشكل كبير، وظهرت بعض المخاوف من حدوث تلف في محاصيل القمح الروسي عالي البروتين، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار القمح عالمياً.

وتابع: لأن الإعلام بطابعه مُسيّس لم تتم تغطية هذه الموجة الباردة التي تؤثر على الشرق الأوروبي والغرب الروسي، وكان جل التركيز على الموجة الحارة التي تؤثر على أوروبا؛ لأن بعض القنوات "مدعومة مادياً" للترويج إلى الاحتباس الحراري المزعوم والذي لم يتسبب حتى الآن بغرق المدن الساحلية مثل الإسكندرية ونيويورك والتي كان من المفترض أن تختفي تحت الماء قبل حلول العام 2010!.

وقال إن هذا التطرف الكبير في درجات الحرارة ما بين الشرق الأوروبي والغرب يعد أحد أهم المؤشرات على تموج التيار النفاث، والذي بدوره يعمل على تكوّن جيوب من الكتل الحارة والباردة، بحيث يكون الفرق الحراري فيما بينها كبير للغاية، ما يؤدي إلى هبوط الكتل الباردة بشكل غير معتاد صوب بعض المناطق والسماح في الوقت نفسه بتعمق الموجات الدافئة صوب الشمال بشكل غير معتاد أيضا.

وأوضح العربيد أن تموج التيار النفاث سابق الذكر زاد مؤخراً بشكل ملحوظ، خصوصا في بداية هذا العام 2022، حيث إن هذا التموج عمل على سيطرة كتل قطبية متتالية أثرت منذ شهر كانون الثاني (يناير) حتى شهر آذار (مارس) على بلاد الشام والعراق ومصر، فيما أدت الكتل الباردة الناتجة عن هذا التموج إلى حدوث موجات انجماد وصقيع طويلة الأمد في الأردن وفلسطين وسوريا ولبنان، حتى أن معالم الدفء اختفت في هذه الدول حتى شهر أيار (مايو).

وأضاف: يعود أحد أهم الأسباب التي تؤدي إلى حدوث تموج في التيار النفاث إلى أن النشاط الشمسي انخفض بشكل ملحوظ منذ بداية الدورة الشمسية التي تحمل الرقم 24 وحتى مع الدورة الشمسية الحالية التي تحمل الرقم 25.

ولفت إلى أن التيار النفاث في النصف الشمالي من الأرض يكون نشطاً في فصل الشتاء وضعيفا نسبياً في فصل الصيف، وهذه النقطة تحديداً جعلتنا نبحث أكثر في تأثيرات تموج هذا التيار، وبعد البحث وجدنا أن التيار النفاث متموج حالياً وهو أصلاً ضعيف في الصيف، ما يدل على أنه وعند اشتداد سرعته وقوته في الخريف المقبل والشتاء سيكون على الوتيرة ذاتها؛ نظراً لأن العوامل التي أدت إلى حدوث هذا الاختلال في حركته مستمرة على مدار العام.

وبين أنه في حال استمرار حركة التيار النفاث بهذا الشكل حتى موسم الشتاء المقبل، من المتوقع أن تشهد البلاد العربية أجواء "متطرفة" للغاية، بحيث تكون الكتل الباردة مركزة بشكل أكبر من المعتاد؛ نظراً لتشكل جيوب متطرفة في درجات الحرارة وعدم انحسار الهواء البارد في القطب الشمالي، وهذا النظام سيسمح بسيطرة هذه الكتل الباردة جداً على المنطقة بشكل متناوب وطويل الأمد.

وتابع: على سبيل المثال تكون بعض الأسابيع في الشتاء باردة بشكل لافت في بلاد المغرب العربي بينما تكون الأجواء شبه مستقرة في بلاد الشام، ثم تتحول المنظومة بالكامل لتعيش بلاد الشام أجواء باردة بشكل لافت بينما تعيش بلاد المغرب العربي أجواء شبه مستقرة.

وأوضح أن الفارق هنا أن الكتل الباردة من المتوقع أن تكون "متطرفة في البرودة بشكل كبير" على غير العادة، ما يؤدي إلى نشوء نظام بلوك قطبي شديد البرودة يستمر لفترات طويلة في التأثير على المنطقة، وبالتالي تكون النتيجة زيادة في معدلات وصول الكتل الباردة إلى المنطقة، ما يزيد من احتمالية أن يكون الشتاء المقبل باردا على غير العادة.

ولفت إلى أن هذا مؤشر يدل على استمرار انخفاض حرارة الأرض بشكل تدريجي حتى مع وجود الكتل الحارة الناتجة عن تموج التيار النفاث كما ذكرنا سابقاً، فالكتل الحارة متواجدة حتى في العصور الجليدية الكبيرة؛ نظراً لأنها تمتاز بخصائص ارتفاع الحرارة نفسها فيزيائيا.

وقال إنه من المتوقع خلال الموسم الشتوي المقبل، استمرار ظاهرة اللانينا في المنطقة 3.4 من المحيط الهادئ، ما يعزز احتمالية أن تكون القبة القطبية الشمالية باردة بشكل أكبر من المعتاد.

وأشار إلى أن النصف الجنوبي من الأرض يعيش حالياً شتاء استثنائيا وباردا بشكل ملفت، بحيث أن كلا من أستراليا وأجزاء واسعة من القارة الأميركية الجنوبية تتعرض لموجات باردة استثنائية عملت على انخفاض درجات الحرارة بشكل قياسي هناك مع تكرار العواصف الثلجية القوية بين الحين والآخر.

 

 


تنويه.. يسمح الاقتباس وإعادة النشر بشرط ذكر المصدر (صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية).