العموش يكتب: انا غزاوي

د. بسام العموش
من حق رجل الشارع في أي مكان أن يعبر عما في نفسه وأن يبين رأيه في كل ما يمس حياته من كل نواحيها الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والفكرية.
واذا كان هذا حقا" لكل الناس فهو لابن غزة أكثر من غيره ، فهو يعيش في ظروف صعبة يتحدث الناس عنها عن بعد، فهو غير آمن في أطلال بيته وسوقه ومطعمه ومشربه ، ولهذا حق له أن يصرخ ويعلي الصوت ويطالب فدمه في قارعة الطريق وعائلته معرضة للفناء ولم يعد يملك أي شيء.
لقد أدرك أنه ليس له دولة تحميه، ولا عروبة يستند إليها، ولا دول إسلامية تنقذه الا هتافات الشوارع ودعوات المتضامنين عن بعد.
لا السلطة قادرة على فعل شيء، ولا دول الطوق مستعدة للمغامرة بفتح جبهات الحرب لأنها تدرك أن الحرب مع الغرب كله وليس معالمحتلين وفصائل المقاومة وعلى رأسها حماس لا تقوى على حرب العالم، ولن تحرر فلسطين بهذا الوضع.
ويدرك الغزاوي أن الأمم المتحدة كذبة ولعبة بيد الغرب المتضامن مع نتنياهو وزمرته.
كل هذه الظروف تجعل الغزاوي يعلي الصوت مدويا" أن كفى ما كان ، فالذي يجري مذبحة بكل معنى الكلمة ولا يجوز أن تستمر.
ومن المؤكد أن حماس ما كانت تدرك أن رد الاحتلال سيكون بهذا الشكل المدمر البشع الدموي الأفظع من النازي ومحاكم التفتيش. بل كانت تظن أنها ستقوم بأسر عدد من اليهود ليتم بعدها الافراج عن الأسرى الفلسطينيين، ولو علمت أن الكلفة ستكون خمسين ألف شهيد ودمار كامل القطاع، ما أقدمت على السابع من أكتوبر .
نعم كفى ما كان الا اذا أردنا أن يقتل كل اهل غزة أو يتم تهجيرهم بالقوة.
نحن الطرف الأضعف علينا أن نعترف بذلك رغم أننا قدمنا من صور البطولة والتضحية وكشفنا هشاشة الكيان الغاصب ، لكن ذلك لا يقابل ما دفعناه وبخاصة أن أمريكا قد أعطت الضوء الأخضر لنتنياهو ليفعل ما يشاء.
علينا أن نبحث عن مخرج من حالة الدمار إذ لا يجوز استمرار المذبحة دون وجود هدف سياسي واضح ، وهو هدف غائب عن المقاومة اعني تحرير فلسطين من النهر الى البحر او حتى دولة وفق مشروع السلام العربي.
هذا لا يعني وقف المقاومة بل تحولها الى صور أخرى .