البستنجي لـ"أخبار الأردن": 5 خيارات أمام إسرائيل بشأن ردها على إيران

{title}
أخبار الأردن -

خاص

يرى الكاتب والباحث في الصحافة العبرية الدكتور حيدر البستنجي أن خيارات الرد الإسرائيلي بعد الهجوم الصاروخي الإيراني معقدة وتحتاج إلى دراسة عميقة ومتأنية، في ظل تشابك المصالح الإقليمية والدولية.

وقال في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إن هناك 5 خيارات تنظر إليها إسرائيل بيد مغلولة، وهي على التوالي: ضرب المنشآت النووية الإيرانية، استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، اغتيال شخصيات بارزة من الحرس الثوري الإيراني، اغتيال علماء في البرنامج النووي الإيراني، واستهداف الحوثيين وحزب الله في العراق، وربما شن ضربات على مواقع إيرانية في سوريا.

وفي التفاصيل، فإن الخيار الأول المرتبط بضرب المنشآت النووية الإيرانية يُعد مستبعدًا على الرغم من كونه أحد طموحات إسرائيل. مضيفًا أن إسرائيل عاجزة عن تنفيذ هذا الهجوم بمفردها، إذ تتطلب العملية مشاركة أمريكية نظرًا لأن البرنامج النووي الإيراني موزع على عدة مواقع، وبعضها محصن بشكل كبير، ودون قنابل ذكية وتقنيات متقدمة، لن يكون النجاح مضمونًا.

وبيّن البستنجي أن ذلك لن يحدث دون الولايات المتحدة، التي أظهرت أنها غير متحمسة للمشاركة في مثل هذه العملية حاليًا، حيث تفضل احتواء إيران بعد إضعافها جزئيًا للاستفادة من المصالح الاقتصادية المرتبطة بها. ومع ذلك، إذا تصاعدت الأمور، قد يتحول هذا الخيار إلى واقع.

وذكر أن الخيار الثاني، استهداف المنشآت النفطية الإيرانية، مطروحٌ على الطاولة، إلا أنه محفوف بالمخاطر، فالمنشآت النفطية الإيرانية تُعد العمود الفقري للاقتصاد الإيراني، الذي يرزح تحت وطأة الحصار، ما يعني أن ضرب هذه المنشآت سيشكل ضربة قاصمة للاقتصاد الإيراني.

وأوضح البستنجي أن إيران أرسلت تحذيرًا عبر وسيط أوروبي، مؤكدة أن هذه المنشآت تمثل "خطًا أحمر"، وأن أي هجوم عليها سيستدعي ردًا مدمرًا قد يصل إلى حد استخدام كافة القدرات الإيرانية لتدمير إسرائيل. وهذا التهديد وصل إلى إسرائيل، ونُشر في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، ما يجعل هذا الخيار غير مرجح حاليًا.

وذكر أن الخيار الثالث، والمتعلق باغتيال شخصيات من الحرس الثوري الإيراني، وربما قادة بارزين مثل قائد فيلق القدس، يُعد احتمالًا كبيرًا، فإسرائيل لديها تاريخ طويل في تنفيذ مثل هذه العمليات، وهي قادرة على استهداف شخصيات رئيسية في الحرس الثوري.

وأشار إلى أن الخيار الرابع، المرتبط باغتيال علماء في البرنامج النووي الإيراني، يُعد مؤكدًا إلى حد كبير، فإسرائيل سعت مرارًا إلى إضعاف القدرات النووية الإيرانية عبر استهداف العلماء الذين يعملون على تطوير البرنامج.

فيما يُعد الخيار الخامس الذي يقضي باستهداف الحوثيين وحزب الله في العراق، وربما شن ضربات على مواقع إيرانية في سوريا، خيارًا واردًا. والضربات قد تكون جزءًا من الرد الإسرائيلي، خاصة إذا أرادت إسرائيل توجيه رسالة قوية لإيران وحلفائها في المنطقة.

وقال البستنجي إن إسرائيل ستعتمد في ردها على دراسة ردود الفعل الإيرانية المحتملة، مع وجود مخاوف من إمكانية تحريك إيران لعدد كبير من المقاتلين من اليمن إلى جنوب لبنان لدعم حزب الله أو حتى محاولة التوغل في شمال إسرائيل. مضيفًا أن القدرات الصاروخية الإيرانية أظهرت أنها قادرة على إلحاق أضرار كبيرة إذا توفرت الإرادة والشجاعة الكافية.

وفي هذا السياق، ستواصل الولايات المتحدة دعم إسرائيل وحمايتها، لكنها قد تسعى إلى ضبط رد الفعل الإسرائيلي ليقتصر على الاغتيالات المستهدفة، لتجنب تصعيد كبير مع إيران، وربما لاحتواء الوضع انتظارًا لضعف النظام الإيراني بشكل أكبر. 

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير