مختص مركبات كهربائية يفند الأقاويل بشأن تفجيرها
فنّد المختص في المركبات الكهربائية المهندس عبد الله قندس التصريحات التي قالت إنه يمكن تفجير المركبات الكهربائية عن بُعد، واصفًا ذلك بأنه أمر لا يستند إلى الواقع.
ونوّه في تصريحٍ خاص لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية إلى ضرورة التمييز بين المركبات المتصلة بالإنترنت، وتلك غير المتصلة، مضيفًا أن الأولى تكون مجهزة بالقدرة على تلقي التحديثات عن بُعد من خلال شريحة مدمجة، وأن تواجد هذا النوع من المركبات في الأردن ينحصر في بعض الأنواع والموديلات، سواء كانت كهربائية أو بنزين.
وأضاف قندس أن الميزة الأساسية للمركبات المتصلة هي ارتباطها المستمر بالشركة المصنعة، فعلى سبيل المثال، إذا واجهت المركبة عطلًا، تتلقى الشركة الأم إشعارًا فوريًا بذلك، ويمكنها معالجة مشكلات مثل تحديثات البرامج عن بُعد. وتحدث عن خصائص هذا النوع من المركبات، وأنها مرتبطة بنظام الشركة الأم من خلال شريحة SIM، ما يسمح بالمراقبة والتحديثات في الوقت الفعلي.
وأشار إلى أن هذا النوع من الاتصال يثير مخاوف في بعض الموديلات فقط، مثل مركبات تسلا وبعض المركبات الصينية، بشأن الخصوصية والتحكم، وبشكلٍ خاص، مع القرار الأخير في الولايات المتحدة بحظر استيراد المركبات المتصلة بالإنترنت من الصين، الأمر الذي يسلط الضوء على مخاوف عدة، منها إمكانية اختراق هذه المركبات أو التلاعب بها عبر برامج الكمبيوتر. مبينًا أن احتمالات حدوث مثل هذه الخروقات منخفضة للغاية، وإن حدثت، فإن المخاوف تنبع من فكرة مفادها أن الهجوم سيبدأ من قبل الشركة المُصنّعة، وليس من قبل قراصنة خارجيين، مما يستبعد فرضية حدوثه.
وقال قندس إن مثل هذا النقاش احتدم بشكل خاص عندما اتهمت السلطات الصينية مركبات تسلا بالتجسس، ما يوضح أن القضية الأساسية تكمن في اتصال المركبة وليس طبيعتها الكهربائية أو البترولية.
وأكد أن الغالبية العظمى من المركبات في الأردن، التي تشكل أكثر من 95٪، غير متصلة بالإنترنت. وأن هذه المركبات، التي تشمل كلًا من نماذج البنزين والكهرباء، ليس لديها نفس الاتصال المباشر بالشركة المصنعة، فهي تفتقر إلى شريحة SIM وبالتالي لا تتواصل مع الأنظمة الخارجية، ما يعني أنها تعمل بشكل مستقل عن أي تحديثات أو ضوابط عن بُعد، وخطر الاختراق غير موجود تقريبًا لمثل هذه النماذج.
وذكر قندس أن احتمالات الاختراق تظهر من خلال التلاعب بوظائف المركبة أو تعطيلها، مثل الفرامل ودواسة الوقود. مشيرًا إلى أن تعرض المركبات الكهربائية للاختراق، مثل رفع درجة حرارة البطارية إلى مستويات خطيرة، لا أساس له من الصحة. فغالبًا ما تكون بطاريات المركبات الكهربائية من نوع ليثيوم أيون، ومثل هذه البطاريات مصممة بتدابير أمان قوية حتى في الظروف القاسية. مبينًا أن مسألة ارتفاع درجة حرارة هذه البطاريات إلى حد الاحتراق، والمعروفة باسم "الهروب الحراري"، يتطلب درجات حرارة تتجاوز 120-130 درجة مئوية، وهو أمر غير مرجح للغاية في ظل ظروف القيادة العادية. وحتى مع حدوث خرق، سيكون من المستحيل تقريبًا إحداث هذا المستوى من الإجهاد الحراري عن بُعد، خاصة عندما تكون السيارة متوقفة.
وأكد أن الادعاءات الأخيرة بشأن المركبات الكهربائية وإمكانية تفجيرها عن بُعد غير صحيحة. والأكثر ترجيحًا هو حدوث انتهاكات للخصوصية، كما كانت الحال مع اتهام شركة تيسلا بالوصول إلى لقطات كاميرات السائقين. وفي حادثة أخرى جديرة بالملاحظة، تعطيل شركة تيسلا مركبة الرئيس الشيشاني، وكان السبب وراء ذلك هو اتصال المركبة بشبكة الشركة.