الدعجة: الولاءات القبلية ستتفوق على الانتماءات الحزبية أثناء الانتخابات

{title}
أخبار الأردن -

   خاص 

قال الخبير الأمني الدكتور بشير الدعجه إن الانتخابات البرلمانية في الأردن ليست مجرد عملية سياسية تعتمد على البرامج والوعود الانتخابية، بل تمتد لتشمل مكونات اجتماعية، وثقافية عديدة، أبرزها القبائل والعشائر.

وأضاف خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية أن هذا التداخل بين الانتماءات القبلية والحزبية يشكل أحد التحديات الكبرى التي تواجه المشهد السياسي الأردني، فبينما تسعى الأحزاب السياسية لتقديم مرشحين من ذوي الكفاءة، يبقى للقبيلة دور أساسي في توجيه الناخبين نحو دعم مرشحٍ ما، فالانتماء للقبيلة والولاء لرموزها ما زال قويًا في المجتمع الأردني، وهو المحرك الرئيس لغالبية المواطنين للتوجه الى صناديق الاقتراع.

وبيّن الدعجة أن شوارع المملكة ستشهد بعد إعلان النتائج، مظاهر احتفالية قد يختلط فيها الفخر بالقبيلة مع الاحتفاء بالانتصار السياسي، وهنا تتداخل الأبعاد الحزبية، والقبلية بشكل واضح، حيث يتم تأطير الفوز الانتخابي على أنه إنجاز للعشيرة قبل أن يكون إنجازًا للحزب، مضيفًا أن هذا التداخل يُظهر كيف أن الولاء القبلي قد يطغى في بعض الأحيان على الانتماء السياسي، مما يُضعف من دور الأحزاب في ترسيخ قيم المواطنة والانتماء الوطني.

وذكر أن المظاهر الاحتفالية القبلية، من خلال المواكب، والتجمعات الكبيرة، وإطلاق الأعيرة النارية، قد تحمل في طياتها بعض المخاطر، خاصة عندما يكون هناك توترات بين أنصار المرشحين الخاسرين والفائزين، وفي هذا السياق، تأتي مسؤولية الأجهزة الأمنية لضمان بقاء هذه المظاهر سلمية وتحت السيطرة، مع احترام حق المواطنين في التعبير عن فرحتهم، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفس إخراج العرس الديمقراطي عن مساره الصحيح.

ونوّه الدعجة إلى هذا التمازج يعد أحد سمات النظام الانتخابي في الأردن، وقد لا يكون من السهل تجاوزه في المستقبل القريب، خاصة وأن النظام الاجتماعي يعتمد بشكل كبير على الروابط العشائرية، لكن مع تطور النظام السياسي وزيادة الوعي الانتخابي، قد نشهد تدريجيًا تراجعًا في تأثير القبيلة على حساب تزايد النفوذ الحزبي واقتناع المواطن به.

وأشار إلى أن التوقعات ذهبت صوب احتمال تصاعد الاحتجاجات المحدودة في بعض المناطق التي قد يشعر فيها الخاسرون بالظلم، وأن هذه الاحتجاجات قد تأخذ شكل التجمعات السلمية، أو محاولات التصعيد كإطلاق الأعيرة النارية، وإغلاق الطرق والشوارع، وحرق الإطارات، وحاويات القمامة، وقد يتخطى تأثيرها الاعتداء على ممتلكات عامة وخاصة، ما قد يتطلب تدخلًا أمنيًا سريعًا، إلا أن خبرة الدولة الأردنية بأجهزتها الأمنية في التعامل مع مثل هذه الحالات، فمن المتوقع أن يتم احتواء أي تصعيد بسرعة، وفعالية.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير