البستنجي: الاجتماع السري بين قادة إسرائيل ضحّى بالأسرى
خاص
قال الكاتب والباحث في الصحافة العبرية، الدكتور الحيدر البستنجي، إن رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو يعتمد في صياغة خطاباته على سفير إسرائيل في واشنطن، المحامي رون ديرمر، الذي يُعتبر مستشاره الخاص الأكثر ثقة ومهندس اتصالاته الاستراتيجية.
وأكد البستنجي، خلال حديثه لصحيفة "أخبار الأردن"، أن ديرمر هو من يوجه مناورات نتنياهو الجيوسياسية، ويُظهر دوره في صياغة خطابات نتنياهو وعلاقاته العميقة بمؤسسات الضغط المؤيدة لإسرائيل، مثل لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (إيباك)، مدى مركزية دوره في الحفاظ على الدعم الأمريكي الحيوي لإسرائيل.
وبيّن البستنجي أن تأليف ديرمر المشترك لكتاب "قوة الحرية للتغلب على الطغيان والإرهاب" يعكس الأساس الإيديولوجي الذي ترتكز عليه الكثير من سياسات نتنياهو. وأشار إلى أن غياب الترجمة للكتاب، رغم كونه على قوائم الكتب الأكثر مبيعًا لأسابيع، يشير إلى فرصة ضائعة للجمهور غير الناطق بالعبرية لفهم الإطار الفكري الذي لا يزال يشكل مصدر إلهام لليمين السياسي القادم في إسرائيل.
وذكر البستنجي أن الاجتماع الذي جمع نتنياهو وديرمر وقادة الأجهزة الأمنية ناقش خيارات الصفقة والحرب. وكشف ما تسرب من الاجتماع أن هناك موافقة على المرحلة الأولى من الهدنة ثم استكمال الحرب والتضحية ببقية الأسرى. وهذا يشير إلى الحسابات القاتمة التي يجد نتنياهو نفسه غارقًا فيها، حيث يُفضل الحفاظ على استمرار العمليات العسكرية على إعادة الأسرى، وهو نهج أكثر براجماتية وإن كان محفوفًا بالمخاطر الأخلاقية.
وأشار البستنجي إلى أن "الدولة العميقة" في إسرائيل تميل بشدة نحو الحرب، وتعتبر التضحية ببعض الأسرى خطوة ضرورية تمنح الوقت والمساحة لمواصلة العمليات العسكرية مع إظهار التقدم قريبًا. إلا أن محاولة إعطاء الأولوية للأسرى الأحياء في المرحلة الأولية من أي اتفاق محتمل، تأكيد لإدراك نتنياهو للتكلفة البشرية المترتبة على مثل هذا القرار، ويمكن النظر إلى هذا التنازل، حتى وإن كان جزئيًا، باعتباره محاولة لاسترضاء الجمهور الإسرائيلي المتعب من الحرب.
ونوه البستنجي إلى أن نتنياهو يعلم تمامًا أنه لا يستطيع تحقيق النصر الكامل الذي وعد به، وأن "الكأس القاتلة" التي يستعد لتجرعها قد تضحي بإمكانية استعادة جميع الأسرى. ومن المرجح أن يحفز هذا القرار، إلى جانب الخسائر المتزايدة في الحرب، الدفع نحو انتخابات جديدة، حيث ستواجه زعامته أشد اختباراتها قسوة.
وأوضح البستنجي أن إرث نتنياهو سيتوقف على القرارات التي سيتخذها، وبشكل خاص، تلك التي يشرف عليها عقل نتنياهو السياسي وناصحه الأمين ديرمر. وستحدد هذه القرارات مسار إسرائيل خلال واحدة من أكثر الفترات خطورة في تاريخها الحديث.
واختتم البستنجي حديثه قائلًا: "رقعة الشطرنج جاهزة، لكن التحركات محدودة وحذرة على نحو متزايد."