خبير اقتصادي للحكومة: لا تضربوا القطاعات بمقتل
خاص - غادة الخولي
طالب الخبير الاقتصادي منير دية، بعد إعلان وزارة الصحة عن تسجيل إصابة بجدري القرود لشخص غير أردني مقيم في الأردن، بأن يتم التعامل مع هذا الأمر بمنتهى الحذر من قبل الحكومة، وأخذ الدروس والعبر من جائحة كورونا والأزمة التي أطاحت بالعديد من القطاعات وتسببت بأضرار اقتصادية وتعليمية وصحية جسيمة لا نزال ندفع ثمنها حتى اليوم.
وأضاف دية في حديث لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، أن على الحكومة التعاطي مع هذا الأمر دون تهويل أو تضخيم للوضع إذا ما كانت الإصابات مرتفعة وكبيرة.
وأفاد بأن أزمة كورونا والحروب والصراعات التي تحيط بالمنطقة وما خلفته من ضحايا وأزمات اقتصادية أدت إلى أوضاع صعبة حتى هذا اليوم.
وأكد دية أن أي قرار احترازي أو وقائي من الحكومة قد يؤدي إلى تراجع أعداد القادمين من السياح والزائرين للأردن، ويؤدي إلى تخوفات وإلغاء حجوزات، مما يخلق عبئاً إضافياً مضاعفاً على الأردن في وقت يعاني فيه قطاع السياحة من أزمات بسبب العدوان على قطاع غزة والصراعات المحيطة في المنطقة.
وأشار إلى أنه يجب التعاطي مع هذا الملف بعقلانية، وأن يتم مراعاة القطاعات الاقتصادية والاجتماعية والتعليمية وعدم المبالغة في أي إجراءات من شأنها أن توقف عجلة الاقتصاد في الأردن.
وأكد أنه بعد تصريح وزارة الصحة عن تسجيل حالة من مرض جدري القرود في الأردن، بدأ المواطنون بالتخوف والتساؤل حول الإجراءات الوقائية التي ستتخذها الحكومة في المستقبل، وهل سنعود إلى أزمة فيروس كورونا بالقرارات؟
وبيّن دية أن الملاحظ أن كثيراً من البلدان لم تعلن عن تسجيل إصابات رغم وجودها، ولم تتخذ أي إجراءات خشية من دخول أزمات جديدة، وبالتالي ارتأت عدم الإعلان وإنما اتخاذ الوقاية اللازمة بهدوء دون أي تضخيم أو تهويل أو اتخاذ إجراءات علنية قد تشكل ضربة للاقتصاد وتتسبب في إيقاف قطاعات مثل السياحة والنقل والخدمات والتجارة.
وأكد أن بعض البلدان الأوروبية التي سجلت إصابات بهذا المرض لم تتخذ أي إجراءات احترازية، واكتفت بإعلان حالات معدودة لم تتجاوز عدد أصابع اليد، ولم تتوسع في الحديث عن ذلك.
وأفاد أن منظمة الصحة العالمية لم تعلن أن جدري القرود وباء عالمي، ولم يتم الحديث عن إصابات بأعداد كبيرة جداً، ولا تزال دول أفريقيا، وخاصة الكونغو، هي بؤرة المرض والإصابات بها محدودة. مشيراً إلى أن البلاد لا تريد التعاطي مع هذا الملف كما حدث بأزمة كورونا وضرب القطاعات بمقتل.
ولفت دية إلى أن فيروس جدري القرود موجود في العالم منذ أكثر من 60 عاماً، وأن العالم يدرك أن الإصابات محدودة به، ولا يمكن الحديث عنه بشكل يرعب السكان أو يدفع لاتخاذ إجراءات استباقية قد تؤدي إلى ضرب الاقتصاد والسياحة بعد التداول في الأخبار عن إصابات بجدري القرود في الأردن.