لماذا تزايدت الجلطات القلبية بين الشباب في الأردن؟.. أسباب صادمة

{title}
أخبار الأردن -

 

يمثل الارتفاع المقلق في النوبات القلبية بين الشباب تحولًا عميقًا في اتجاهات الصحة العامة، ويتحدى الافتراضات الراسخة منذ فترة طويلة بأن أمراض القلب والأوعية الدموية تحاصر كبار السن.

هذا الاتجاه ليس مجرد نتيجة لعوامل معزولة بل هو تفاعل معقد بين القوى الاجتماعية، والثقافية، والبيئية، والبيولوجية، والتكنولوجية، التي تعيد تشكيل المشهد الصحي للأجيال الأصغر سنًا.

وفي هذا الصدد، قال الدكتور سيف السالم إننا نشهد وباءً من الاضطرابات الأيضية، مثل السمنة ومرض السكري، وأن هذه الحالات ليست مجرد نتيجة لاختيارات نمط الحياة السيئة ولكنها مرتبطة ارتباطًا عميقًا بالطبيعة المتغيرة لإنتاج الغذاء واستهلاكه، فقد أدى الانتشار العالمي للأطعمة المصنعة، والمحملة بالدهون المتحولة، والسكريات، والمواد المضافة الاصطناعية، إلى إيجاد بيئة محفزة لمقاومة الأنسولين، وتضر ببطانة الأوعية الدموية.

وبيّن السالم في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الخميس، أن الإجهاد المزمن، والقلق، والاكتئاب، والتي تغذيها الضغوط المجتمعية، ووتيرة الحياة الحديثة، فالتعرض المطول لهرمونات التوتر مثل الكورتيزول، والأدرينالين، تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم، وعدم انتظام دقات القلب، وتصلب الشرايين، مما يزيد بشكل مباشر من خطر الإصابة بالنوبات القلبية.

وأشار الدكتور السالم إلى أن نسيج المجتمع ذاته خضع لتغييرات كبيرة أدت إلى تفاقم هذه التحديات الصحية، فقد أدى صعود اقتصاد العمل المؤقت، والتوظيف غير المستقر، إلى التسبب بظهور عوامل ضغط قوية، مبينًا أن التغيرات السريعة في بيئتنا، وأسلوب حياتنا، ونظامنا الغذائي، تجاوزت قدرة أجسامنا على التكيف، فوظائف الجسم البشرية تطورت في بيئة حيث كان النشاط البدني ضرورة للبقاء، وكانت الأنظمة الغذائية غنية بالأطعمة الطبيعية، وعلى النقيض من ذلك، يشجع المجتمع الحديث على نمط حياة غير نشط، مع الجلوس لفترات طويلة، وبذل الحد الأدنى من الجهد البدني، إلى جانب سهولة الوصول إلى الأطعمة الغنية بالسعرات الحرارية، والفقيرة بالمغذيات، ما يخلق أرضًا خصبة لتطور أمراض القلب، والأوعية الدموية.

وذكر الدكتور السالم أن العصر الرقمي أدخل بعدًا جديدًا لأسباب النوبات القلبية بين الشباب، والتي يشار إليها غالبًا باسم "الضغوط التكنولوجية"، منوهًا إلى أن الوجود الشامل للتكنولوجيا في الحياة اليومية غيّر بشكل أساسي من كيفية تفاعلنا، وعملنا، واسترخائنا.

وأكد أن الاضطرابات البيئية والمجتمعية الأوسع نطاقًا التي نشهدها تلعب أيضًا دورًا حاسمًا في ارتفاع حالات النوبات القلبية بين الشباب، فعلى سبيل المثال، ارتبط تغير المناخ بزيادة تلوث الهواء، ما أثّر على الصحة البدنية للإنسان.

تابعوا أخبار الأردن على
تصميم و تطوير