مقارنة لميزان القوة بين حزب الله وإسرائيل.. هل ستنقلب المعادلة؟
غادة الخولي
قال الخبير والمحلل السياسي، الدكتور منذر الحوارات، إن نذر الحرب تلوح في المنطقة وتبدو على مرمى حجر، والجميع يبتلع أنفاسه قبل بداية تصعيد خطير وكبير في المنطقة.
وأفاد الحوارات في حديث لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، الاثنين، أن لكل طرف من إسرائيل وإيران إمكانياته وما لديه من طاقة لتوجيه ضربات للطرف الآخر.
وأكد أنه لا يمكن مقارنة حزب الله بإسرائيل، مشيرا إلى أن إسرائيل لديها جيش مؤلل من الطائرات والدبابات والصواريخ ومضادات الطيران وقوة مهولة، وجيش منظم في تعداده، في حال طلب الاحتياط، قد يصل إلى حدود 300 ألف جندي مدربين ومؤهلين للقتال، بالإضافة إلى الدعم الغربي اللامحدود ومنظومة من الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأفاد أن الولايات المتحدة الأمريكية زودت الاحتلال قبل أيام بمنظومة من الصواريخ المضادة للطائرات المسيرة الصغيرة والمتحركة بشكل خفي.
وأردف أن حزب الله لديه منظومة من الصواريخ قادرة على إيذاء إسرائيل بشكل كبير وفق حديث نصر الله، ولديه عدد من القوات يصل إلى 35 ألف مقاتل، ولديه قاعدة صلبة من الكوماندوز المؤهلة بالإضافة إلى شبكة من الأنفاق الهجومية الواسعة التي لا يعلم أحد مداها، ولديه طائرات مسيرة.
وأضاف أن داعم حزب الله الرئيسي هو إيران ومجموعة من الفصائل والمليشيات المسلحة المنتشرة على طول وعرض سوريا والعراق ودول عديدة، ودعمه العسكري يأتي من خلال الطريق البري أو البحري من طهران، وهو مكشوف مع سلسلة من الأنفاق مع البوكمال والحدود مع سوريا، منوها أن أغلب الطريق مكشوف ويمكن استهدافها، وأن سلسلة التوريد للأسلحة لحزب الله في جلها إيرانية.
وحول العمق الاجتماعي لحزب الله، يقول الحوارات إن هناك انقساما عموديا داخل لبنان يؤمن بأنه ليس من حق الحزب أن يجر لبنان إلى حرب بدون أخذ الآراء، وأن هذه الحرب سيكون لها تداعيات خطيرة على المجتمع اللبناني، وأن حزب الله يحتكر الدولة ويؤدي بعمليته هذه لقيام إسرائيل بضرب البنى التحتية من مطارات وشوارع وشبكات كهرباء وهي متهالكة بالأصل.
وأوضح أن الدعم الاجتماعي لحزب الله مقتصر على الطائفة الشيعية وبعض الفئات المؤيدة له في لبنان التي يهيمن عليها حزب الله وحركة أمل.
والواقع الاجتماعي لإسرائيل وفق الحوارات ينبئ عن خلافات عميقة في الدولة متعددة الأحزاب، ولكن الدولة لديها رئيس حكومة وفيها أحزاب ومعارضة وقضاء مستقل ودعم اجتماعي للحرب واتفاق مجتمعي على أن حزب الله يشكل خطرا بالنسبة لدولة الاحتلال.
وأكد أن فارق القوة بينهما هو من 1 إلى 10 وفق الخبراء العسكريين غير العرب، وهذا فارق كبير لن يكون في مصلحة حزب الله الذي يتحدى دولة الاحتلال التي لديها الطائرات القادرة على ضرب ما يزيد عن 2000 رطل من المتفجرات، وهذه قوة تفجيرية هائلة، وأن القوة النارية لإسرائيل هائلة وغير محدودة التأثير لاستطاعتها نسف بناء وحي بسهولة.
"إسرائيل تعتمد سياسة التدمير لكل خصم يعتدي عليها ويجعل أي طرف يفكر ألف مرة قبل أن يعود للمحاولة"، وفق الحوارات.
ويرى الحوارات أن محاولة احتواء الموقف وتقديم بعض التنازلات لتجنب لبنان حالة من التدمير أمر ضروري.
وأكد برأيه: إيران لن تتدخل بذاتها وستسمح لميليشياتها بالتدخل، وبعض منها قريب من الجولان ولديها صواريخ بمدى من 3 إلى 4 كم والباقي في العراق واليمن، وإن أطلقت الصواريخ ستكون غير مقصودة لأن المسافة بعيدة وسيسهل إسقاطها".
وأكد أن تلك الميليشيات لن تكون خطرا ذا جدوى على إسرائيل وربما الخطر يأتي فقط من حزب الله لأنه قريب من الحدود ويستطيع أن يضرب أهدافا معلومة ويلحق الأذى بالاحتلال، لكن ميزان القوة لديهم لن يقلب المعادلة وهذا بعيد المنال ويجب التفكير بعقلانية وهدوء بعيد عن الانفعالات، لأن ميزان القوة خطير وكبير بسبب وجود التحالف الغربي مع إسرائيل الذي يقلب الميزان لمصلحة إسرائيل، والتفاؤل الكبير قد تكون نتائجه كارثية.