خبير تربوي يرد على "ذبحتونا" حول ثغرات التوجيهي الجديد
غادة الخولي
أوضح الخبير التربوي الدكتور محمد أبو عمارة أن نظام الثانوية العامة الحالي بحاجة إلى إعادة نظر؛ لما يشكله من رعب وعدم استقرار للطلبة أو لذويهم وإعلان حالة طوارئ للمنزل وللدولة ككل لدى الأمن العام ووزارة التربية والتعليم عند عقد الامتحانات.
وأكد أبو عمارة في حديث لصحيفة "أخبار الأردن" الإلكترونية، الاثنين، أن نظام التوجيهي الحالي يعكس صورة غير حقيقية للطلبة، لافتا الى أنه لا يعقل ربط إنجاز الطالب لمدة 12 عاماً بامتحان مدته ساعة ونصف أو ساعتين.
وأفاد أن العديد من التربويين منذ أكثر من 20 عاماً يطالبون بتطوير هذا النظام وتغيير سياسة التقييم للطلبة حتى يكون أكثر عدالة وبصورة أسهل ولا يسبب حالة التوتر الكبيرة التي يعيشها الطلبة.
وأردف أيو عمارة أنه استجابة لهذه المطالبات ورؤية الأوراق النقاشية من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين وجلالة الملكة رانيا، وتخليص الطلبة من رعب التوجيهي جاء نظام التطوير الجديد في الثانوية العامة وتقسيم المواد على مدى عامين وأن يختار الطلبة منذ الصف التاسع الحقل الذي يرغبون بالتوجه إليه وتقسيم المواد حسب متطلبات كل قسم وكل تخصص.
وأفاد أن الحقل الطبي على سبيل المثال يبدأ بالطب وهو أعلى تخصص وينتهي بالتمريض وما دون ذلك وفق المعدل الذي يحرزه ويؤهله للتخصصات في هذا الحقل.
وتابع أبو عمارة أنه تم تقسيم التخصصات الحكومية على عامين، موضحا أن الطالب يدرس جميع المواد ويركز على المواد الثقافية الأربعة وهي اللغة العربية واللغة الإنجليزية وتاريخ الأردن والتربية الإسلامية، ويتقدم الطالب للامتحانات التحصيلية بها بعد نهاية الصف الأول الثانوي، وفي العام الذي يليه يتقدم الطالب للمواد التي اختارها بناء على التخصص والحقل الذي اختاره، وبذات الوقت يدرس ما تبقى من مناهج في الثاني الثانوي.
وبين أن دراسة الطالب لمادة الرياضيات على سبيل المثال للحقول التي تتطلبها بشكل إجباري لا يقتصر دراستها في الصف الثاني عشر، إنما يدرسها في الصف الأول الثانوي كإعداد للمادة التي سيتقدم بها بالامتحان في الصف الذي يليه.
وأكد أن تقسيم التوجيهي على عامين أو ثلاثة أعوام لاحقا إن تم ذلك أمر جيد، وبذلك يستطيع الطالب الذي يخفق في الأول الثانوي بأي مادة أن يعيدها في الثاني الثانوي ، وبالتالي لديه فرصة كبيرة لرفع معدله أو احراز النجاح بها.
وأكد أن تقليص المواد خطوة إيجابية للتخفيف من حدة الامتحان ومن حالة الطوارئ التي تجتاح الأسر والدولة خلال تقديمه، بسبب كسر عقدة الخوف لدى الطالب على مدى عامين.
وأردف أن تقسيم المواد ضمن الحقول وضعها خبراء في وزارة التربية والتعليم ولا يمكن أن يغفلوا عن إن كانت تحقق المتطلبات الأساسية للجامعات المحلية أو خارج المملكة، مؤكدا أنهم على دراية كاملة ببرامج الجامعات داخل الأردن وخارجه، وإن كان هناك أي ثغرة سيقومون بالاستجابة السريعة في تعديلها وبإضافة أي مادة لتحقق الاعتماد العام والخاص لجميع الجامعات.
وأفاد أبو عمارة أن اختيار التخصص في الصف التاسع لا يعتبر مبكراً وذلك أن العديد من الدول تبدأ باختيار التخصصات منذ الصف الثامن الأساسي، داعيا وزارة التربية والتعليم إلى عقد اختبار قدرات للطلبة قبل الشروع باختيار تخصصاتهم وهو اختبار موجود بعالم التربية حيث أنه مقنّن ويحدد ميول الطالب وإمكانياته والعمل على توجيهه مع ذويه إلى التخصص الذي تشير نتيجة الإمتحانات إليه.
ولفت أبو عمارة إلى أن دراسة تقسيم التوجيهي إلى عامين خطوة إيجابية، آملا أن تصبح لثلاث أعوام أسوة بالبرامج الدولية، وهو أن يقدم الطالب خلال تلك المدة مواد معينة قد ينهيها على مدى ثلاث أعوام أو على مدى عام واحد حسب قدراته.
وأشار إلى أن الطالب يتخذ قراره بكل ثقة حول التخصص الذي يريد إكماله ويحقق ميوله على مدى عامين أو ثلاثة وليس حين تصدر النتيجة فقط.
ودعا أبو عمارة وزارة التربية والتعليم أن تقوم بإعداد وتأهيل المعلمين ليكون لهم القدرة لقيادة هذه المرحلة التعليمية بطريقة جيدة وأن يكون لهم الامكانيات التربوية عبر عقد الدورات لكي يستطيعوا فهم النظام الجديد، مضيفا أن التخصصات التقنية تستجوب من الوزارة أن تكون مجهزة بكل الآليات والأدوات اللازمة لانجاح هذا المشروع وعدم ترك الموضوع على ماهو عليه.
وكانت قد أكدت الحملة الوطنية من أجل حقوق الطلبة "ذبحتونا"، في وقت سابق، أن نظام التوجيهي الجديد لن يستطيع الصمود في ظل الثغرات الكبيرة في داخله، وخاصة ما يتعلق بربطه بأسس القبول الجامعي.
ولفتت "ذبحتونا" إلى أن هذا النظام هو نظام قبول جامعي أكثر منه نظام توجيهي، مشيرة إلى أن السواد الأعظم من النظام بشكله الجديد هو من صلاحيات وزارة التعليم العالي ووحدة القبول الموحد وليس وزارة التربية.
ورأت الحملة أن هذا النظام أحدث وسيحدث فوضى حقيقية وإرباكًا في المناهج. خاصة وأنه تم تقليص مدة دراسة مواد اللغة العربية والتربية الإسلامية واللغة الإنجليزية وتاريخ الأردن لتصبح سنة دراسية واحدة بدلًأ من سنتين دراسيتين، ما أدى إلى إعادة النظر في هذه المناهج من ناحية الكم إضافة إلى إجراء تعديلات جوهرية على بعضها (اللغة الإنجليزية بالذات) من ناحية المحتوى والأسلوب، ستؤدي إلى إشكاليات كبيرة. حيث لم يراعي واضعو هذه المناهج مستوى الطلبة وعدم تدريب المعلمين عليها، ما سيؤدي إلى خلق إشكاليات كبيرة.
علمًأ بأنه وفقًا لاختبارات اتقان اللغة الانجليزية الدولية لعام 2023، فقد تراجع الأردن للمرتبة 96 من أصل 113 دولة، بعد أن كان يحتل المرتبة الـ90
كما أن الطالب سيكون مشدودًا لدراسة مواد الثقافة المشتركة في الصف الحادي عشر كونه سيقدم بها امتحان الثانوية العامة بنفس السنة، ما سيؤدي إلى إهمال من قبل الطالب والمعلم والمدرسة للمواد الأخرى (كالرياضيات والفيزياء .. الخ) لانشداده لدراسة مواد امتحان التوجيهي.