المرض الأخطر يُطل برأسه علينا.. الطراونة: هكذا نحمي أنفسنا

{title}
أخبار الأردن -

غادة الخولي

قال أستاذ الرعاية التنفسية في جامعة جدارا وخبير العدوى التنفسية الدكتور محمد حسن الطراونة، إنه بعد ظهور أعداد كبيرة من القطط المصابة بانفلونزا الطيور في أوروبا من مصدر عدوى غير معروف، وجب معرفة آليات انتقال العدوى وخطورتها على الإنسان بعد وصولها إلى الثديات.

وحذّر الطراونة في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الأحد، من خطورة أن الفيروسات قد تشهد طفرات جديدة تزيد من معدل نقل الأمراض وتشكل تهديدا جديدا للبشر.

ورجّح الطراونة أن انفلونزا الطيور قد تكون مرشحة لتصبح المرض الأخطر في المرحلة المقبلة. وأكد أن البشر قد يصابون بفيروسات انفلونزا الطيور والخنازير وسائر فيروسات الانفلونزا التي تنتقل من الحيوانات. 

طرق العدوى

وأوضح الطراونة أن المخالطة المباشرة مع الحيوانات المصابة (من خلال المناولة أو الإعدام أو الذبح أو المعالجة) أو المخالطة غير المباشرة لها (من خلال البيئات الملوثة بسوائل أجسام الحيوانات المصابة) تشكّل خطراً بالإصابة بالعدوى البشرية.

وأفاد أنه يمكن أن يؤدي التعرض لفيروسات الانفلونزا الحيوانية إلى حدوث العدوى والمرض لدى البشر، بدءاً من الأعراض الخفيفة الشبيهة بالإنفلونزا أو التهاب العين إلى أمراض الجهاز التنفسي الوخيمة والحادة و/أو الوفاة، مشيرا إلى أن ذلك يتوقف على مدى وخامة المرض على الفيروس المسبّب للعدوى وخصائص الفرد المصاب.

وبيّن الطراونة أنه من المستحيل القضاء على فيروسات الانفلونزا لأن لديها مستودع طبيعي لدى الطيور المائية، مُشيرًا إلى أنه سيستمر ظهور عدوى الأنفلونزا حيوانية المنشأ.

وأفاد أنه للحد من مخاطر الصحة العامة، من الضروري إجراء رصد عالي الجودة لدى الحيوانات والبشر على حد سواء، وإجراء تحريات شاملة بشأن كل عدوى بشرية، والتخطيط للجوائح على أساس المخاطر.

أنماط فيروسات الانفلونزا 

وأوضح الطراونة أن هناك 4 أنماط من فيروسات الانفلونزا، وهي الأنماط A وB وC وD، مُبيّنًا أن فيروسات الأنفلونزا من النمطين A وB تسبّب أوبئة موسمية للأمراض لدى البشر، على الرغم من أن الفيروسات من النمط A هي فقط التي يمكن أن تسبّب جوائح عالمية بناءً على المعرفة والفهم الحاليين.

وأردف أن فيروسات الانفلونزا تنشأ من النمط A لدى العديد من أنواع الحيوانات، ويمكن أن يتسبب ظهور فيروس الأنفلونزا من النمط A، المصحوب بالقدرة على إصابة الأشخاص والحفاظ على استمرار العدوى من إنسان إلى آخر، في حدوث جائحة أنفلونزا.

وأكد أن فيروسات الانفلونزا الحيوانية تختلف عن فيروسات الانفلونزا البشرية ولا تنتقل بسهولة إلى البشر وفيما بينهم.

وتابع أن الطيور المائية البرية تشكل المستودع الطبيعي الرئيسي لمعظم الأنماط الفرعية لفيروسات الأنفلونزا من النمط A، مُشيرًا إلى أنه قد تخلّف فاشيات إنفلونزا الطيور بين الدواجن عواقب فورية وشديدة على القطاع الزراعي.

الوقاية

وأردف الطراونة أنه ستحدث جوائح في المستقبل، ولكن من الصعب التنبؤ بوقتها ومكانها وطريقة انتشارها، مُشيرًا إلى أنه يمكن أن يكون لها عواقب صحية واقتصادية واجتماعية كبيرة.

وشدد الطراونة على ضرورة الفحوص المخبرية لتشخيص العدوى البشرية وتقديم التدبير العلاجي المناسب للمرضى المصابين بالإنفلونزا بشكل صحيح من أجل الوقاية من المرض الوخيم والوفاة.

وشدد على تقوية برامج الرصد للامراض المشتركه والفحوصات بين صحة الإنسان والحيوان، وتعزيز التعاون بين وزارة الصحة والزراعة والعمل بشكل مشترك في ضبط العدوى والحد من انتشارها قبل تفاقمها.

وأردف أنه ينبغي لسلطات الصحة العامة وصحة الحيوان أن تعملا معًا وأن تتبادلا المعلومات أثناء التحريات الخاصة بالحالات البشرية للانفلونزا الحيوانية المنشأ.

وشدد على ضرورة أن يقلل الناس إلى أدنى حد من مخالطة الحيوانات في المناطق المعروف أنها متأثرة بفيروسات انفلونزا الحيوان، بما في ذلك المزارع والأماكن التي يمكن فيها بيع الحيوانات الحية أو ذبحها، وتجنب ملامسة أي أسطح يبدو أنها ملوثة ببراز الحيوانات.

وأكد أنه يجب على الأطفال وكبار السن والنساء الحوامل والنساء في فترة النفاس (حتى 6 أسابيع) أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة عدم جمع البيض أو المساعدة في الذبح أو إعداد الطعام.

وقال إنه يجب على الأشخاص أن يتجنبوا كليًا مخالطة الحيوانات المريضة أو الحيوانات النافقة لأسباب غير معروفة، بما في ذلك الطيور البرية؛ وينبغي الإبلاغ عن الحيوانات النافقة أو طلب إزالتها عن طريق الاتصال بالسلطات المعنية بالحيوانات البرية أو السلطات البيطرية على المستوى المحلي.

كما شدد على مراعاة نظافة اليدين، وغسل اليدين بالصابون والماء الجاري (خاصة إذا كان هناك تلوث واضح لليدين) أو باستخدام المطهرات الكحولية لليدين، وبوتيرة متكررة وبشكل شامل قدر الإمكان، وبشكل خاص قبل ملامسة الحيوانات وبيئاتها، وبعد القيام بذلك.

وأردف أنه يجب ممارسة عادات سلامة الأغذية الجيدة، أي فصل اللحوم النيئة عن الأطعمة المطبوخة أو الجاهزة للأكل، والحفاظ على نظافة اليدين وغسلهما، وطهي الطعام جيدًا، ونقل اللحوم وتخزينها بشكل صحيح.

وبالنسبة للمسافرين إلى بلدان تُعرف باندلاع فاشيات إنفلونزا الطيور فيها، دعا الطراونة الأشخاص القاطنين في هذه البلدان، تجنب مزارع الدواجن أو مخالطة الحيوانات الحية في الأسواق أو دخول المناطق التي يمكن ذبح الدواجن فيها أو ملامسة أي أسطح تبدو ملوثة ببراز الدواجن أو الحيوانات الأخرى.

وأضاف أن الأشخاص العائدين من المناطق المتضررة يجب عليهم إبلاغ الخدمات الصحية المحلية في حال وجود أعراض تنفسية يُشتبه بأنها عدوى بفيروس الانفلونزا الحيوانية المنشأ.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير