قراءة حول الضربة الإيرانية لإسرائيل ووجه المنطقة الجديد في "مسارات"
عقدت مؤسسة مسارات الأردنية جلسة نقاشية بعنوان: "قراءة في الضربة الإيرانية لإسرائيل ووجه المنطقة الجديد".
وأدار الجلسة النقاشية الدكتور المحامي صدام ابو عزام، وذلك بحضور نخبة من السياسيين وأعيان ونواب وشباب حزبيين.
ورحب مدير مؤسسة مسارات الصحفي طلال غنيمات بالحضور معالي الوزير الأسبق والسفير الأسبق لدى دولة إيران الدكتور بسام العموش، وعطوفة الدكتور حسن المومني عميد كلية الأمير حسين بن عبدالله الثاني للدراسات الدولية / الجامعة الاردنية والخبير السياسي الدكتور منذر الحوارات، مشيرا الى اهمية الجلسة النقاشية في ظل ما تمر به المنطقة من ظروف سياسية والصراع الايراني الاسرائيلي والحرب على فطاع غزة.
وقال الدكتور أبو عزام إن المنطقة على صفيح ساخن والأحداث تتغير بشكل شبه يومي، مشيرا إلى أن من يعتقد أن ما يمر في المنطقة هو مسرحية عبثية فهو واهم.
وأفاد أبو صدام أن ما يمر بالمنطقة من حرب فهو يهدد السلم الدولي، داعيا ألا تمتد المنطقة إلى صراع أكبر ويتحول السلم إلى حرب.
ويرى الدكتور بسام العموش أن دولة إيران بدأت عند استبدال الشاه في فرنسا بالخميني لقسمة الناس قسمة طائفية، وهذه المهمة المعلقة بالخميني، وفق قوله.
ونوّه العموش أن الشعب الإيراني شعبا محترما، وله ثقافة وتاريخ، بعكس السلطة التي لها نظام آخر.
وأفاد أن إيران احتلت 4 عواصم عربية، فلبنان لم تستطع انتخاب رئيس بسبب احتلالها في منطقة الجنوب من قبل حزب الله الذي يمتلك أكثر من 20 الف صاروخ ومصنع كبتاغون، وهو نفس الوضع في سوريا والعراق واليمن.
وأكد العموش أن العاصمة التي تحرص إيران على دخولها هي عمّان، لافتا الى أن هناك 3 جهات تعادي الأمة وهي الغرب والاحتلال وإيران.
وأكد أن تصريحات الخميني وحسن نصر الله في بداية 7 أكتوبر كانت أن هذه مسؤولية حماس وهي التي تجني ثمارها، مشيرا إلى أن إيران عند استشهاد 35 ألف فلسطيني في غزة لم تتحرك وإنما تحركت عند قصف قنصليتها في دمشق بمسيرات لم تقتل ولو يهودي واحد.
ويرى العموش أن الحرب بين إيران وإسرائيل هزلية تحتوي على محبة وحنان، مشيرا إلى أنهما قاما بتصريح بموعد ومكان الضربة ترافقها تصريحات كاذبة بالدقة.
وأكد أن الحرب الحقيقية هي التي نراها في غزة بتدمير الشوارع والعمارات والمستشفيات والكنائس والمساجد والجامعات.
وأكد أن إيران وأميركا يتاجرون بالقضية الفلسطينية وليس داعمين لها، منوها أنه لا يلوم من أخذ أي دعم من إيران.
وأكد أنه يؤيد الموقف الأردني في حماية حدوده وعدم السماح لأي كان تجاوز أجواءه، منوها أن الأردن يواجه تحديات وعلى الشعب الوقوف مع بلده.
وأكد أن الإيرانيين منذ عام 2001 يحاولون دخول الأردن بأي طريقة، مؤكدا أن الظرف يقتضي حكومة مختلفة قوية سياسيا وتقف مع جلالة الملك لأن عين الاحتلال على الضفة الغربية بقصد التهجير إلى الأردن.
الدكتور حسن المومني قال إن ما يحرك إيران الطموح في سياقه الديني والدولي كمحاولات للهيمنة، والاستثنائية الفارسية كثقافة إيرانية فارسية.
وأشار المومني إلى أن الخميني في كتبه يذكر أن بعد الرسول عليه الصلاة والسلام من الخلفاء الراشدين وبعدهم فشلوا في إنتاج دولة، وأنه بعد الثورة الإيرانية دولتهم أفضل دولة من بعد الرسالة.
وأفاد أن الأمر الآخر الذي يحكم إيران هو الشعور بالتهديد، مشيرا إلى أن الحرب الإيرانية العراقية اهم المحطات التي شكلت تهديداً على إيران لتلجأ بعدها إلى استراتيجية الدفاع عن إيران من خارجها وبدأت تدريجيا بمسألة النفوذ.
وبين ان دخول أميركا إلى العراق شكل تهديدا آخر لإيران وكذلك ظهور طالبان في أفغانستان.
وفي عام 2003 قدمت أميركا العراق لإيران وفق المومني، ووفرت لها فرصة تاريخية منذ 5 قرون.
وأكد أن إسرائيل وإيران دول ليس صعب فهمها، ومسألة التهديد وعدم الأمن متجذرة في ذهنية كليهما.
وأكد أن إيران تنطلق في سياستها من مصالحها الوطنية ولن تقدم مصلحة الفلسطينيين على مصلحتها.
وبين أن الأردن لا يستطيع الا أن يكون عقلاني وبراغماتي في التعاطي مع الحدث، ولا يسمح باستخدام اجواءه لإسرائيل أو إيران، مؤكدا أن الدولة في الأزمات والحروب تعمل كوحدة واحدة.
بدوره قال النائب جعفر الربابعة إن إسرائيل وإيران لديها مشاريع وتقاتل من أجلها وتلتقي بنفس الحدود.
وأفاد الربابعة أن الغرب انتقل إلى الإسلام الشيعي وهو مقرب له بشكل أكبر من الإسلام السني الذي قدمه بأنه متوحش وقام بتشويه صورته.
وأكد أن نتنياهو اراد ان يستغل ما بقي له من السلطة لكسب التعاطف عن طريق الهجوم الإيراني.
من جانبها قالت الأستاذة ريم مرايات أن الانتهاكات في غزة وصلت لحد العار على المستوى الإنساني العالمي.
وتابعت مرايات أن الصادم بأن أميركا بعد الانتهاكات الإسرائيلية تقدم 24 مليار مساعدات إلى إسرائيل.
وأفادت أن الضربة الإيرانية لإسرائيل تعتبر امتحان قدرات وبث تجريبي، مرجحة أنها سيترتب عليها نتائج سياسية قادمة، وان الضربة ظاهرها عسكري وباطنها سياسي.
من جانبه قال الخبير السياسي جميل النمري إنه لطالما الأردن كان محاط بالتهديد من إسرائيل، لانه يعتبر ضمن المشروع الصهيوني.
وأكد أن السياسية الإسرائيلية ذهبت إلى مزيد من التطرف والتعنت والتنكر للحقوق الإسرائيلية.
وأكد أن إيران لا ترغب بايذاء إسرائيل، وافترضت أن صواريخها سيتم ردها عبر الأراضي الأردنية والعراقية.
وبين النمري أن الأردن لا يستطيع أن يخطو خطوة منفردة اذا لم تكن مصر والسعودية معه بتلك الخطوة لاستخدام اوراق الضغط على اسرائيل.
الخبير السياسي الدكتور منذر الحوارات قال إن إيران لديها ادواتها واذرعها في الأردن واستخدمتها لتعطي رسالة للدولة الأردنية بأنهم حاضرون فيها.
وأكد الحوارات أن الأردن بلدنا ويجب الحفاظ عليه وأنه لا أحد سيستقبلنا خارجه.