الأردن وفلسطين وتذاكي إيران
سميح المعايطة
إيران دولة قدمت نفسها للعالم العربي وشعوب العرب والمسلمين على أنها دولة مشروع إسلامي "واستعملت" فلسطين والقدس وحتى لباس رجال الدين الذين يحكمونها لتقول إنها تملك مشروعا يخدم الدين.
نحن في الأردن من أكثر الذين تعاملوا مع إيران بجوهرها وليس بادعاءاتها، ورحم الله الحسين حين قال في افتتاح قمة عمان العربية الطارئة في نهاية الثمانينيات وكان قوله العنوان الرئيس في صحيفة القبس الكويتية انذاك" قم ستحكم العالم العربي إذا استمرت فرقتنا، ولم يكن قول الحسين نبوءة بل حكمة وقراءة عميقة لطبيعة الفرس حتى في زمن الشاه.
آخر أكاذيب إيران مع الأردن قصة ميليشيات المخدرات التي تحاول اختراق أمن الأردن، وكلما تحدث الأردن مع إيران مارسوا التذاكي بانهم ليسوا مسؤولين عما يجري بما في ذلك آخر محاولات الاستهداف المتتالية.
والأمر ليس خاصا بالأردن فقد تبرأت إيران من العملية العسكرية التي قامت بها حماس في السابع من أكتوبر ومثلها فعل مخلبها الطائفي وحامل مشروعها الفارسي الذي أعلنت قيادته انها لم تعلم عن عملية حماس الا بعد وقوعها. وكذلك الأمر مع ممارسات الحوثيين تجاه السفن، وأيضا استهداف قواعد عسكرية أميركية في العراق وسورية، كل هذا تعلن إيران أنها ليست مسؤولة عنه وتتبرأ ممن يفعلونه معتقدة أنها ذكية إلى درجة إقناع كل الأطراف أنها بريئة والهدف أن لا تدفع ثمنا مع انها في حالة تفاهم مع الأميركان على كل ما يجري.
نحن في الأردن نعلم جيدا عقدة النقص لدى إيران التي تجعلها تمارس الأذى بكل أشكاله تجاه الأردن وهي فشلها في تشكيل مخلب أو تنظيم أو اتباع لها في الأردن تستخدمهم مثلما هو الحال في العراق ولبنان واليمن وسورية ودول آخرى وقد عملت كثيرا لتحقيق هذا وحاولت النفاذ من خلال ما يسمى سياحة مقامات الصحابة في الكرك وهي سياحة يديرها الحرس الثوري كما نرى آثارها في سورية والعراق.
إيران ستبقى تحاول العبث بأمن الأردن وهي بهذا تضع نفسها في خانة أعداء الأردن المباشرين، وبعد سقوط أكذوبة نصرة فلسطين والتصعيد السياسي في فترة العدوان على غزة فإن مسلسل أكاذيب إيران والاعيبها حتى وان استمر فقد أصبح مكشوفا، وفيما يخصنا في الأردن فانها تختبئ خلف تجارة المخدرات لتحاول العبث بأمن الأردن مستغلة ضعف الدولة السورية وتواطؤ بعض مؤسساتها مع ميليشيات إيران.
في عقود مضت لم يكن البعض يصدق أن إيران غايتها انشاء مشروع نفوذ فارسي وانها تستعمل قضية فلسطين والشيعة العرب الذين يؤمنون بولاية الفقيه والذين يعلم من اضطر منهم للعيش في إيران كيف تتم معاملتهم هناك.
أكاذيب والاعيب إيران مكشوفة ويزداد وضوحها كل يوم والعدوان على غزة كشف أكذوبة نصرة فلسطين وما كان في العراق وسورية واليمن ولبنان جزء من القصة، وما تحاول فعله مع الأردن لن يجد الا الحزم من الدولة الأردنية التي تعلم حقيقة الدولة الفارسية ومشروعها في الإقليم.