تعنيف إلكتروني لحكومة الخصاونة.. ووزراء تحت سهام السوشال ميديا
خاص- امتلأت صفحات التواصل الاجتماعي من كتاب صحفيين وإعلاميين ونشطاء خلال الأيام الماضية بنقد حاد لحكومة بشر الخصاونة، جاء لأسباب تتعلق بأسلوب تعاملها مع كثير من الملفات التي مرت على البلاد، لا سيما ملف الأسعار مع بداية شهر رمضان والسهرات الرمضانية والأجواء الاحتفالية التي رعتها الحكومة في رمضان وقضية الاعتداء على المقدسات في الضفة الغربية وكثير من الملفات الأخرى.
سهام النقد التي وجهها النشطاء كانت ترمي أغلب الوزراء في ظل الأوضاع التي يعيشها المواطنون من ارتفاع في الأسعار وتضييق على الحريات وتراجع شعبيتها، وزيادة فقدان ثقة الشارع بها.
نهج تعيين الوزراء
من جهته، قال النائب المنتمي لكتلة الإصلاح ينال فريحات، إن هذا النهج القائم من خلال اختيار الحكومات وتعيين الوزراء الذي يأتي بلا إرادة شعبية ساهم في حالة السخط الشعبي على دور وعمل الحكومات المختلفة.
وبين فريحات في تصريحات لـ"أخبار الأردن"، أنه بالرغم من حصول الحكومات على ثقة البرلمان إلا أنها أصبحت شيئا روتينيا أن تحصل الحكومة على الثقة وهو أشبه بالعرف السائد أنها تحصل على الثقة بشكل تلقائي دون التركيز أو التدقيق على خلفيات الوزراء وخبراتهم والبيئة التي قدموا منها للعمل العام.
وبين أن السبب الرئيسي لحالة الاحتقان في الشارع والغضب من الوزراء وتوجيه النقد لهم، مرتبط بالنهج أو الطريقة التي تجلبهم للوزارة (البرشوت) وهم ليسوا من أبناء الوزارات أو موظفيها بل إن بعضهم ليسوا من رحم الشعب وهي عبارة عن ترضيات ومحسوبيات.
وأوضح فريحات أن منصب الوزير اليوم أصبح مجرد "برستيج" وعبارة عن سيارة وسائق ومكاتب فارهة، وهم أو أغلبهم بلا عمل أو إنجاز على الأرض وكثير منهم دخل الحكومة وخرج منها بلا أي أثر أو إنجاز.
وأكد على أن هناك ضعفا نيابيا ساهم في عدم اكتراث الحكومة بأي نقد يوجه لها شعبيا، وبالتالي أصبحت لا تبالي بنقد وغضب الشارع.
وأشار فريحات إلى أنه بالرغم من وجود كثير من السلبيات إلا أن رئيس الحكومة الأسبوع الماضي سجل إيجابية مهمة بعد أن هاجم الاحتلال في خطابة تحت القبة، الأمر الذي أزعج الصهاينة، لكن المزاج السلبي يجعل المواطن أو الصحفي أو الناشط يستصعب مدح الحكومة أو أي من أعضائها في ظل هذا الضعف أو التراجع في أداء وزرائها.
رؤساء حكومات ووزراء استنزفوا شرعية الدولة
من جانبه، قال أستاذ العلوم السياسية والنائب الأسبق الدكتور محمد القطاطشة إن الحكومة ممثلة برئيسها يتصرف كما لو كان موظفا عاما عاديا وليس كرئيس حكومة للملكة الأردنية الهاشمية، مشيراً إلى أن ذلك يظهر من خلال علاقته بالنواب والردود على مداخلات النواب تعطي انطباعا أنه ليس له علاقة بالعمل العام.
وأضاف القطاطشة في تصريحات لـ"أخبار الأردن"، أن هذه الحكومة وحكومات أخرى سبقتها أصبحت تستنزف من شرعية الدولة وهذا بسبب عدم وجود رؤية لديهم ولا أداء ولا أفق ولا خطط أو برامج، ما يجعلها محط سخط ونقد الشارع والإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي.
وأشار إلى أن منصب رئيس الحكومة أو وزير في الحكومة يحتاج إلى رؤية أو قرب من نبض الشارع وهذا ما لم نشاهده بتاتاً من الحكومة الحالية، حيث لم تزُر أي محافظة أو قرية إلا ضمن برنامج محدد وتحيط حولهم الحراسات والموظفين الحكوميين، ما يبعدهم عن الواقع الذي تعيشه تلك المحافظات أو القرى.
وقال القطاطشة إن الشارع يعيش صدمة من هذه الحكومة؛ كونها لم تنجز أي ملف أو تقدم برنامجا أو مشروعا اقتنع فيه الأردنيون، كل ما لديها كلام وتسويف والنظر للمستقبل، والمواطن يريد أن يلمس شيئا خلال الزمن الحاضر.
وبين أن من أسباب هذا الضعف الحكومي هو أداء مجلس النواب الضعيف والذي انعكس على أداء الحكومة، وبالتالي فإن من الصعوبات التي تواجه رئيس الحكومة الذي يخلف الخصاونة هي إعادة الهيبة والألق لهذا المنصب.
دبكة الرئيس ورقصات رمضان
وحول أكثر انتقادات الشارع للحكومة خلال الفترة الماضية، كان نقد وجّهه ناشطون عبر منصات التواصل الاجتماعي لرئيس الوزراء ووزير الداخلية بعد مشاركتهما برقصة الدبكة في واحدة من أمسيات رمضان بمحافظة إربد.
تعليقات المواطنين ركزت على أن "الحكومة ترقص في ظل معاناة المواطنين اقتصاديا وفي ظل غلاء فاحش في الأسعار كما أنها تأتي في ظل الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى والتصعيد في القدس".
حكومات فاقدة لشعبيتها
وتحت عنوان "حكومات فاقدة لشعبيتها في الأردن"، كتب نضال منصور، مدير مركز حماية وحرية الصحفيين، الصحفي نضال، مقالا لاذعاً لسياسة الحكومة، حيث قال إن كل يوم يمر على الحكومات في مقر رئاسة الوزراء في الأردن تتراجع شعبيتها، ويزداد فقدان ثقة الشارع بها.
وأضاف منصور: لقد حظيت مشاركة رئيس الوزراء في أمسيات رمضان في إربد، وانضمامه لحلقات "الدبكة" لحملة انتقادات واسعة على السوشال ميديا حيث سلطوا الضوء في تعليقاتهم على أن "الحكومة ترقص على جراح ومعاناة الناس"، مستذكرين غلاء الأسعار في شهر رمضان، وأعادوا إلى الأذهان الاعتقالات التي جرت بحق معارضين سياسيين وحراكيين، وتوقفوا عند ملاحظتين تزامنتا مع أمسيات إربد؛ الأولى الاعتداءات الإسرائيلية على المصلين في المسجد الأقصى والتصعيد في القدس، والأخرى سفر الملك عبدالله الثاني، وخضوعه لعملية جراحية.
ويضيف في مقاله: أن حالة السلبية، والشعور بالإحباط تعم بالأردن، وفي مؤشر السعادة تذيّلت البلاد القائمة، وجاءت في الترتيب قبل الأخير عربيا، واللافت أن استطلاع مركز الدراسات الاستراتيجية، خرج بنتيجة أن 79 في المئة من الأردنيين يعتقدون أن مجتمعهم ليس سعيدا.
البحث عن وزير إعلام
وتحت عنوان "البحث عن وزير إعلام"، كتب الإعلامي والناشط سهم العبادي مقالاً لقي تفاعلاً من كثير من شبكات الإعلام المحلية وصفحات التواصل الاجتماعي، قال فيه: "إعلام العدو وعلى امتداد الأيام الماضية يشن حملة على الأردن بسبب مواقفه من الاعتداءات المتكررة على أهلنا في القدس وعلى المسجد الأقصى، في حين أن الحكومة فشلت أن تترجم إعلاميا محليا وعربيا ودوليا لإظهار الدور الأردن الشجاع والقوي واكتفت بنقل الأحداث مجرد خبر اعتيادي لا أكثر".
وأضاف العبادي: لا يوجد لدينا "مايسترو" يقود دفة الإعلام وفشلت الحكومة بإدارة هذا الملف حيث نجحت دول أخرى بمواقفها البسيطة أن تبدو عظيمة وأعظم من الموقف الأردني الصلب.
وقال متهكما إن الاجتماع مع "المبشرين بالدعوة" في رئاسة الوزراء لم يعد لهم تأثير على الشارع الأردني ومقالاتهم لم تعد أكثر من كلمات متناثرة هنا وهناك مع وجود "تزبيطات" لهم ولأبنائهم وزوجات أبنائهم في مؤسسات وشركات الحكومة، ابحثوا عن وزير إعلام قادر على إدارة دفة الإعلام فالأردن يستحق أكثر وأكثر.
ديكورات وترميم جدران
من جهته، كتب الاعلامي علاء الذيب عبر صفحته على "فيسبوك"، منشورا قال فيه: "وزير ديكور في حكومة الخصاونة ضعيف الأداء كثير الاهتمام بالمظهر لا يعرف ما هي مهام وزارته، إنجازاته انصبت في تغيير ديكور مكتبه وإعادة تغيير ديكور وزارته وترميم مدخلها والجدران حتى وصل به الأمر إلى إعادة طلاء الجدران لأكثر من ثلاث مرات".