هل الحكومة بصدد مواجهة مشكلات تغيّر المناخ في الأردن؟
غادة الخولي
قالت خبيرة إعلام البيئة والمناخ ومديرة منظمة "أوراق"، الدكتورة زينة حمدان، إن نداء الأردن العاجل للعمل المناخي تم تسليط الضوء عليه، في مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، وسط توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين.
وأضافت حمدان لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، مساء الثلاثاء، أنه بينما يشارك الأردن بنشاطه في المؤتمر الثامن والعشرين للأطراف (COP 28) في دبي، فإن الحاجة الملحّة لمعالجة تغير المناخ تقع في مركز اهتمام كبير.
وأكدت أن تغيّر المناخ هو أحد التحديات الأكثر إلحاحا في عصرنا؛ خاصة أنه يسبب آثارا سلبية على قطاعات التنمية العالمية.
وأفادت حمدان أن التحديات التي تواجه الأردن والعالم في التغير المناخي هو ندرة المياه والجفاف والتغيرات في مستوى سطح البحر والانقراض الجماعي، مشيرة إلى تأكيد الأمم المتحدة على العواقب بعيدة المدى لتغير المناخ، والتي تتطلب اتخاذ إجراءات فورية وجماعية.
وفي هذا السياق الحرج، سلطت حمدان الضوء على مشاركة الأردن الفاعلة في الاتفاقيات الدولية لمعالجة وتخفيف آثار تغير المناخ.
وأشارت إلى أنه على الرغم من الجهود الطموحة، يواجه الأردن قيودًا في تنفيذ الاستراتيجيات الشاملة لمواجهة تحديات التغير المناخي؛ بسبب الموارد المالية والبشرية.
وبناءا على توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني، أكدت حمدان على ضرورة تنسيق الجهود بين صناع القرار على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي حول هذه القضية المهمة، مؤكدة أن على الحكومات إعطاء الأولوية للتخفيف من آثار تغير المناخ وتطوير استجابات متماسكة لتجنب الأزمات المحتملة التي تؤثر على بنية المجتمع والقضايا العامة.
وأضافت أن نقص التمويل لا يزال يمثل عقبة رئيسية أمام تنفيذ مشاريع التكيّف مع تغير المناخ، مثل: مبادرات إعادة التشجير وتوفير المياه، مبينة أنه يقدر الأردن تكلفة هذه المشاريع بما لا يقل عن 7.5 مليار دولار أمريكي على الاقل، مع محدودية الموارد التي تعيق قدرة البلاد على تحقيق أهداف خفض الانبعاثات بشكل مستقل.
وأكدت أن تمويل مشاريع المناخ في الأردن لا يزال غير كاف، ويتسم بعمليات بطيئة وبيروقراطية.
وقالت إن الطبيعة الملحّة لتغير المناخ تتطلب اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة، مما يستلزم وجود موارد بشرية مؤهلة ومجهزة بالتدريب اللازم لمواجهة هذا التحدي الهائل.
وأكدت حمدان أنه: "بينما يعترف الأردن بخطاب تغير المناخ، هناك قلق متزايد من أن الخطط الحكومية تفتقر إلى الفعالية اللازمة للتصدي بشكل مناسب للتحديات في مجال الأمن المائي والغذائي، وبما أن الأردن هو أحد أفقر ثلاث دول على مستوى العالم من حيث الموارد المائية، فإن الآثار المترتبة على الزراعة والثروة الحيوانية كبيرة".
وأوصت حمدان أنه من الضروري اتخاذ إجراءات فورية لتعزيز استدامة الزراعة وإنتاجيتها وقدرتها على تحمل الأنماط المناخية المتغيرة.
وأردفت أن آثار تغير المناخ تمتد إلى ما هو أبعد من الزراعة، فتؤثر على صحة الأطفال وتعليمهم ورفاهية المجتمع.
وبحسب حمدان فإن تغير المناخ يهدد بتفاقم الفقر، وخاصة بين النساء، اللاتي يتأثرن بشكل غير متناسب بالأزمات الاقتصادية والكوارث الطبيعية.
وشددت على أهمية زيادة المعرفة العامة وزيادة الوعي وتمكين الشباب ليكونوا عوامل تغيير في الإدارة المستدامة للموارد والعمل المناخي.
وأكدت حمدان أنه لمواجهة الأردن التحديات التي يفرضها تغير المناخ، تصبح المشاركة في الدورة الثامنة والعشرين لمؤتمر الأطراف منصة حاسمة للدعوة إلى التعاون العالمي.
ونوّهت أن المؤتمر يمثل فرصة للأردن لتسليط الضوء على التزامه بمواجهة التهديد المشترك المتمثل في تغير المناخ والسعي للحصول على الدعم الدولي لمبادرات العمل المناخي.