هكذا يسيطر أبطال الميدان على سير المعركة
غادة الخولي
قال الخبير العسكري، الدكتور نضال أبو زيد، إن جميع المؤشرات تدل على أن المقاومة الإسلامية "حماس" لا تزال تتمتع بقدرة عالية جداً، وبوضع تتمكن فيه من الاستمرار بالعمليات في العدوان الإسرائيلي الذي يشنه على قطاع غزة.
وأضاف أبو زيد في حديثه لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الأحد، أن المقاومة لا يزال لديها القدرة على التحكم بالمشهد العملياتي في ميدان المعركة، لافتا إلى أن الدليل على ذلك قدرتها على إطلاق الرشقات الصاروخية إلى مسافات طويلة مثل "تل أبيب" والتي تبعد 71 كم عن القطاع.
وأفاد بأن المقاومة لا تزال قادرة على توجيه الرشقات الصاروخية إلى غلاف غزة، مشيراً إلى قدرتها على التحكم بمشهد العمليات العسكرية ببسالة كبيرة.
هل سيطر الاحتلال على شمال غزة؟
وأكد أبو زيد أن حديث الناطق باسم جيش الاحتلال، ووزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت حول السيطرة على شمال غزة وعدم وجود عناصر المقاومة فيها تم دحضه بتسليم القسام للأسرى الإسرائيليين في شمال القطاع بالمرتين السادسة والسابعة خلال فترة الهدنة، مضيفاً أنه تم السماع عن العمليات القتالية في تلك المنطقة إلى جانب بيت حنون وبيت لاهيا وقلب غزة المدينة.
وأفاد بأن المقاومة تتقن تكتيكات قتال المدن بشكل كبير جدا، لافتاً إلى تحكمها بالمشهد العملياتي من خلال تكتيكات قوات العصابات التي تتبعها، والذي يشير إلى عجز الاحتلال وعدم قدرته على تطهير المنطقة التي دخلها في شمال القطاع ويحاول تجنبها لإدراكه أنه قد يتعرض لخسائر كبيرة إذا ما ذهب باتجاه القتال من مبنى إلى مبنى وبين الأحياء وبين الأزقة.
وأردف أبو زيد أن المشاهد التي بثتها المقاومة تشير إلى أن العمليات ناجحة ونوعية من استراتيجية المسافة صفر، مبيناً أن قوات الاحتلال عند دخولها المدن تصبح هشة وضعيفة.
كيف يعجز الاحتلال عن رصد مكان انطلاق صواريخ المقاومة؟
وحول عجز الاحتلال عن رصد أماكن إطلاق الصواريخ التي تقوم بها المقاومة، قال أبو زيد إنها لا تستخدم آليات لنقل الصواريخ وإطلاقها وإنما تستخدم المنصات المدفونة على أعماق مختلفة والذي تم مشاهدته في بعض مقاطع الفيديو الذي نشرته.
وأردف أن المقاومة لا تستخدم أي آليات في عمليات التنقل؛ لأنها ستصبح ضعيفة أمام قوات الاحتلال المهاجمة، لذا تستخدم القوة الراجلة بديلا عن الآليات.
توقعات سير المعركة
ورجّح أبو زيد أنه خلال الـ24 ساعة المقبلة ستشتبك قوات الاحتلال البرية بشكل كبير جدا في المحور أو المنطقة الجنوبية من قطاع غزة، مضيفاً أنه: "قد نسمع باشتباكها في خان يونس وجحر الديك والقرّارة".
وأكد أن الاحتلال الإسرائيلي إذا حاول القيام بالاجتياح البري للمنطقة الجنوبية في قطاع غزة، سيتعرض إلى خسائر كبيرة؛ بسبب أن تلك المناطق تختلف عن شمال غزة من حيث الديموغرافيا والجغرافيا لكثافتها السكانية الكبيرة بعد تهجير مليون ونصف غزيّ إليها.
وتابع أن قوات الاحتلال ستصبح أمام مشهد ديموغرافي معقد جداً، تحاول من خلاله تهجير السكان إلى منطقة رفح والحدود المصرية الغزيّة، مؤكداً أنها لن تحقق أي إنجاز على الأرض خلال الفترة المقبلة.
وأردف أنه من المرجح أن تقوم المقاومة الليلة أو الغد ببث مقاطع حول سير المعرگة في مناطق جحر الديك وحي الرضوان وبيت حانون وحي الزيتون في القطاع.