"إعلام اليرموك" تُدين استهداف الاحتلال للصحفيين في فلسطين
أصدرت كلية الإعلام في جامعة اليرموك، بيانا صحفيا أدانت فيه استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي للصحفيين في فلسطين المحتلة.
وقال عميد الكلية الدكتور أمجد القاضي، إن إصدار هذا البيان يعكس مكانة الكلية ودورها الرائد في مسيرة الإعلام الأردني والعربي، ودورها المهم في صياغة وتشكيل الرسالة الإعلامية للدولة الأردنية المنبثقة من الرؤية الملكية السامية للإعلام، القائمة على المهنية والمساهمة الفاعلة في تحقيق التنمية المستدامة.
وأضاف "يأتي هذا البيان، في سياق الدور الأردني السياسي والإعلامي الداعم للقضية الفلسطينية، وما يتعرض له الإنسان الفلسطيني من عدوان سافر، ليكون صوتا ورسالة من كلية لها حضورها ومكانتها في المشهد الأكاديمي الأردني والعربي في مجال الصحافة والإعلام، رفدت وما تزال ترفد المؤسسات الإعلامية الأردنية والعربية والدولية، بالكفاءات المؤهلة بالعلم والمهارات الإعلامية اللازمة لممارسة العمل الصحفي المهني بكفاءة واقتدار.
وأكد البيان أن موقف كلية الإعلام في جامعة اليرموك هو موقف ثابت ولا يتغير تجاه القضية الفلسطينية بوصفها القضية المركزية للأردن، وهي مستمدة من الموقف الثابت للقيادة الهاشمية.
كما واستنكر البيان، بأشد العبارات جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في فلسطين المحتلة، وإدانة جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال ضد الصحفيين والصحافيات خلال عملهم الميداني في تغطية العدوان الوحشي على قطاع غزة والضفة الغربية، والتي أسفرت عن ارتقاء 66 شهيدا من الصحفيين بينهم 6 صحافيات، إلى جانب استشهاد 3 صحفيين في جنوب لبنان.
وتاليا نص البيان
تابعت كلية الإعلام في جامعة اليرموك بألم وحزن كبيرين، كغيرها من أبناء الشعب الأردني العظيم، ما يتعرّض له الأشقاء الفلسطينيون في قطاع غزة والضفة الغربية من جرائم حرب مروعة وإبادة جماعية تنتهجها آلة الحرب الصهيونية؛ أسفرت عن استشهاد نحو 15 ألف مدني فلسطيني بينهم أكثر من 6 آلاف طفل و4 آلاف امرأة، إلى جانب التدمير الهمجي للمنازل والمستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس.
إن موقف جامعة اليرموك هو موقف ثابت ولا يتغير تجاه القضية الفلسطينية بوصفها القضية المركزية للأردن، وهي مواقف مستمدة من الموقف الثابت للقيادة الهاشمية، الذي عبّر عنه جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين مراراً وتكراراً في كافة المحافل الإقليمية والدولية، بالحق التاريخي للشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.
وانطلاقا من رسالة جامعة اليرموك، فإن كلية الإعلام، ممثلة بأعضاء هيئتها التدريسية والإدارية والطلبة، تستنكر بأشد العبارات جرائم الاحتلال الإسرائيلي بحق الفلسطينيين في فلسطين المحتلة، كما وتشجب وتدين بشدة جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الصحفيين خلال عملهم الميداني في تغطية العدوان الوحشي على قطاع غزة والضفة الغربية؛ والتي أسفرت عن ارتقاء 66 شهيداً من الصحفيين بينهم 6 صحافيات، إلى جانب استشهاد 3 صحفيين وإصابة 6 آخرين في جنوب لبنان.
لقد أقدم الاحتلال الإسرائيلي على ارتكاب جرائمه بحق الصحفيين مخافة نقل الصورة البشعة لجرائمه إلى العالم، ومحاولة منه لإسكات صوت الحق وإطفاء عين الحقيقة التي عملت على كشف جرائم الحرب والفظائع التي يرتكبها المحتل في قطاع غزة وإظهار جرائمه من قتل وتهديم وتشريد متعمد بحق المدنيين الأبرياء في قطاع غزة.
إن ما ترتكبه آلة القتل الإسرائيلية بحق الصحفيين يعتبر انتهاكاً صريحاً ومخالفة واضحة لكل المواثيق الدولية التي كفلت حق الصحفيين في ممارسة عملهم بكل حرية خلال الأزمات والحروب مع ضرورة حمايتهم وعدم استهدافهم، فقد خالف الاحتلال الإسرائيلي قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1738 الصادر عام 2006 والذي نص على "إدانة الهجمات المتعمدة ضد الصحفيين وموظفي وسائل الإعلام والأفراد المرتبطين بهم أثناء النزاعات المسلحة. ومساواة سلامة وأمن الصحفيين ووسائل الإعلام والأطقم المساعدة في مناطق النزاعات المسلحة بحماية المدنيين هناك، واعتبار الصحفيين والمراسلين المستقلين مدنيين يجب احترامهم ومعاملتهم بهذه الصفة، واعتبار المنشآت والمعدات الخاصة بوسائل الإعلام أعيانا مدنية لا يجوز أن تكون هدفا لأي هجمات أو أعمال انتقامية.
وتلفت كلية الإعلام إلى ما نصت عليه المادة 79 من البروتوكول الإضافي الملحق باتفاقية جنيف 1949 لحماية المدنيين بالنزاعات العسكرية على "أن الصحفيين المدنيين الذين يؤدون مهماتهم في مناطق النزاعات المسلحة يجب احترامهم ومعاملتهم كمدنيين، وحمايتهم من كل شكل من أشكال الهجوم المتعمد، شريطة ألا يقوموا بأعمال تخالف وضعهم كمدنيين."
وتستغرب كلية الإعلام حالة الصمت المطبق لمنظمات المجتمع الدولي والنقابات الصحفية والحقوقية العالمية تجاه ما تم ارتكابه من مجازر بحق الصحفيين، وتدين هذا السكوت المريب والذي يخالف أدنى الأخلاقيات والمعايير الإنسانية والإجراءات القانونية التي يجب اتخاذها ضد مرتكبي هذه الجرائم الوحشية والتي ترقى إلى جريمة حرب بمقتضى نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، كما وتدعو المجتمع الدولي بمؤسساته ومنظماته الصحفية والحقوقية إلى التوقف عن النفاق في التعامل مزدوج المعايير تجاه ممارسات الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.
كما وتحذّر كلية الإعلام من سكوت المجتمع الدولي وبخاصة الدول الغربية على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين والصحفيين الذي هو بمثابة ضوء أخضر للاحتلال لارتكاب جرائمه بدم بارد، داعية إلى التوقف الفوري عن استهداف الصحفيين العاملين في المناطق التي تتعرض للقصف في قطاع غزة والضفة الغربية وجنوب لبنان، وتطالب بضرورة محاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه التي يمارسها يوميا بحق المدنيين الأبرياء وبحق الصحفيين ودون مراعاة للقيم الإنسانية أو التزام بالقوانين والمواثيق الدولية.
ولا تنسى كلية الإعلام الزملاء الصحفيين الأسرى في سجون الاحتلال والبالغ عددهم 31 صحفياً من الضفة الغربية؛ والذين اعتقلهم جيش الاحتلال منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، وتطالب المنظمات الصحفية والحقوقية الدولية كافة بالضغط على الاحتلال بجميع الوسائل لإطلاق سراحهم فورا.
إن كلية الإعلام في جامعة اليرموك، بوصفها رائدة كليات الإعلام في الأردن والمنطقة العربية، والتي ساهمت وتساهم بتخريج الصحفيين والإعلاميين المتميزين في عملهم بالمؤسسات الإعلامية المختلفة، لتعبّر عن مساندتها للصحفيين العاملين في مناطق الخطر في فلسطين الحبيبة، وترسل لهم رسائل التحية والمحبة والدعم على أدائهم المهني المتميز بالرغم من تعرضهم إلى جميع أشكال المخاطر والتهديدات.
رحم الله شهداء فلسطين مدنيين وصحافيين وشافى مصابيهم وفرّج كربهم عمّا قريب بإذن الله، وحفظ الله الأردن وطناً وقيادة وشعباً داعماً وسنداً لأشقائه في فلسطين.