ما الرسالة التي يود صانع القرار في الأردن إيصالها للاحتلال؟
غادة الخولي
يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور بدر ماضي، أن صناع القرار في الأردن لديهم معلومات تفيد بأن الاحتلال الإسرائيلي يتجاوز مفهوم التوازن في العلاقات بين البلدين وفرض الإرادة السياسية للكيان المحتل على الأردن.
وأضاف ماضي في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، الأربعاء، أن صانع القرار في الأردن يريد إرسال رسائل واضحة لدولة الكيان والسياسيين في إسرائيل وخاصة اليمين المتطرف، ويريد تفعيل العقليات المتوازنة للسياسيين داخل حكومتهم، بين من يؤيد قضية التهجير وبين من يريد المحافظة على العلاقات مع الأردن المجاورة.
وبين أن الرسائل تحمل مضمون بأن الأردن دولة عاقلة وحكيمة ولا تشكل قلق لديهم كما يحدث في دول مجاورة أخرى ليس لديها استقرار امني أو استخدامها القضية الفلسطينية كذريعة للتهديد لهم.
وأردف أن الأردن يريد اتخاذ خطوات استباقية لمحاولة قطع الطريق على هذه الحكومة اليمينية المتطرفة، مشيرا إلى أن الأردن يعي الحسابات الإسرائيلية الداخلية جيداً.
وأوضح ماضي أن صانع القرار في الأردن قد يكون لديه تفكير بأن رئيس الإحتلال بنيامين نتنياهو الذي يقود اليمين المتطرف لن يرجع مرة أخرى إلى الحكم، لافتا إلى أن الأردن خطواته محسوبة إلى حد ما في هذا الاتجاه.
وحول علاقة الأردن والاحتلال بعد نهاية الحرب على غزة، أكد ماضي أن العلاقات بينهما لن تعود كما كانت قبل 7 أكتوبر، مبينا أن الأردن سيعود خطوتين أو ثلاثة إلى الخلف للمحافظة على اتفاقية السلام بينه وبين الاحتلال، منوها أنه لن يكون جزءا من أي مشاريع تطبيعية مجانية مع دولة الكيان في المستقبل.
وأكد أن ذلك انسجاما مع ما يفكر فيه الأردن بأن عدم الوصول إلى حل في القضية الفلسطينية سيؤجج منطقة الشرق الأوسط وسيبقيها تحت الضغط الهائل لحالة عدم الاستقرار، مشيرا إلى أن المسبب الرئيسي في ذلك هو الكيان الإسرائيلي والذي لا يريد إعطاء الفلسطينيين حقهم بالدولة الفلسطينية المستقلة.
ورجّح ماضي أن تحالفات الأردن القادمة سيطرأ عليها نوع من التغيير السياسي، مبينا أن لديه فرصة مناسبة للتحالف مع دول ما زالت تفكر بعقلانية مثل تركيا والكويت وقطر، وبنفس الوقت تحافظ على علاقتها مع السعودية ومصر، مع موجود قناعة لدى الشارع الأردني بأن دولة مصر لم تعد قادرة على لعب دور يخفف من الضغط على الأردن مستقبلا، لانشغالها في أوضاعها الداخلية.
وأوصى ماضي الأردن أن عليه عدم التردد في البحث عن خيارات جديدة وبناء علاقات مختلفة، مشيرا إلى أن عليه الثقة بأن خياراته في العلاقات مع دول مثل تركيا وقطر والكويت، ستكون ناجعة وقادرة من تخليص الأردن من الضغوطات التي تمارس عليه من الاحتلال وبعض الدول التي تريد وضعه بزاوية واحدة فقط مع المشاريع الاسرائيلية.