أخصائي يحلل لغة جسد أبو عبيدة.. طوفان إعلامي ونفسي خلف اللثام

{title}
أخبار الأردن -

غادة الخولي

قال الأخصائي والاستشاري النفسي الدكتور عبد الرحمن مزهر، إن الناطق باسم كتائب القسام "أبو عبيدة'، أذاب نفسه أمام قضية فلسطين الكبرى.

وأوضح مزهر في حديث لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، مساء الأربعاء، أن إخفاء "أبو عبيدة" لوجهه رسالة قوية أمام العالم بالإيثار وتغييب شخصيته أمام قضيته ليقدمها على نفسه.

وأفاد أن "أبو عبيدة" على مدار شهر كامل من الحرب في قطاع غزة كان خطابه بنبرة قوية وواضحة وهادئة وتحمل كل الإطمئنان، وبإتقان كبير لمخارج الحروف.

وتابع أن خطاب أبو عبيدة يظهر بالعادة مع موجات صوتية، والتي تظهر بشكل تحفظ إيقاعها، مشيرا إلى تميزه بالثقة والقوة والتفاعل بنفس الإيقاع.

وأردف مزهر أن لغة العينين لدى أبو عبيدة تعبر عن الصدق والثقة الكبيرة بالنفس، وعدم التردد.

وأضاف أن لغة الجسد لدى أبو عبيدة تحمل الكثير من الرسائل القوية، والتي استطاع الوصول بها إلى الاحتلال قبل الفلسطينيين، مشيرا إلى أن الكثير من الاسرائيليين ينتظرون خطاب أبو عبيدة لثقتهم بعدم كذبه، والتصديق بكل ما يقوله.

ولفت إلى أن خطاب أبو عبيدة الذي ينبئ عن الصدق والأريحية كان يتبعه فيديو موثق للعمليات التي قامت بها القسام لمحاربة الاحتلال بمشاهد أخذت من كل الجوانب ومن جميع الجهات، توثيقاً لصدقه بسيطرة المقاومة على الحرب، وذلك لتعزيز البعد النفسي الكبير للمشاهد.  

وتابع مزهر أن أبو عبيدة كان يشير بإصبعه في خطاباته، وهذه لغة التهديد والقوة، لافتا إلى أنه عند بداية الاجتياح البري للاحتلال على غزة خرج أبو عبيدة وهو يرفع "قميصه" الى نصف الساعد، وهذه الحركة تشير إلى البدء بالمعركة جدياً.

وأضاف مزهر أن رفع أبو عبيدة  "قميصه" إلى منطقة "الكوع" إشارة نفسية للتوغل في الحرب بكل القوة.

وأوضح أنه عند التعامل مع أي شخص ملثم يفرض علينا التركيز على القضية التي يطرحها وليس على الشكل، مشيرا إلى أن أبو عبيدة آثر القضية على شكله وحتى على اسمه، وأنكر ذاته أمام الموضوع الأهم.

وبمقارنة مع الناطق العسكري الإسرائيلي، قال مزهر إنه يتحدث دائما ويده مقبوضة، وذلك يحمل معنى أنه يعبر عن غضبه ولكنه لا يدرك حقيقة ما يحدث، وصراعه وسط عدم السيطرة على قوته وعلى نفسه.

وأضاف أن نبرة الصوت للناطق الاسرائيلي تعبر عن عدم الوضوح و"اللعثمة"، وخفض الصوت، ولغة عينيه تنبئ عن عدم الثقة أمام الكاميرا أو المجتمع الذي أمامه.

   وأردف مزهر أن نتنياهو في أول مؤتمر له كان واضحاً بشكل جليّ ارتجاف يديه، رغم انعدام ضميره، مضيفاً أن قادة الاحتلال كانوا في المؤتمر الأول يرتدون اللون الأسود والذي يعبر عن الحزن والانكسار، مشيرا إلى أنه في حالة الحرب وبالبعد النفسي وجب عدم ارتداء الأسود الذي يدل على الخسارة والهزيمة.

وأكد مزهر أن إدارة المقاومة للحرب النفسية وجب تدريسها في المعاهد والجامعات في علوم النفس والعلوم العسكرية، وهذا ما جعل القضية الفلسطينية أيقونة في العالم وأوصلها أبو عبيدة بشخصيته ومظهره وطريقة خطابه.

وأردف أن التكتيكات العسكرية للمقاومة دعمتها التكتيكات النفسية، التي لم تُكتب في الكتب.

تابعونا على جوجل نيوز
تصميم و تطوير