(إسرائيل والسودان) (علاقة برسم التوقف المؤقت)
بقلم محسن الشوبكي
لم يكن غريباً او مفاجئاً ان تقوم إسرائيل بطرح مبادرة لجمع الأطراف المتنازعه في السودان قيادة الجيش ومليشيا الدعم السريع، لوقف القتال، بالتنسيق التام مع الإدارة الامريكية، حيث أكدت هذه الدعوة حجم وقوة التغلغل الاسرائيلي في السودان، وتشابك علاقتها مع أطراف الحرب السودانية.
تعاملت إسرائيل مع السودان وفق مسارين متلازمين يخدمان بعضهما البعض، الأول عبر وزارة الخارجية الاسرائيلية التي تنسق مع قيادة الجيش السوداني، والثاني الجيش الاسرائيلي والموساد ينسقان بعلاقات قوية مع مليشيا الدعم السريع، مما يعني ان إسرائيل ترتبط بأطراف الحرب.
إدارة ترامب دفعت عام 2020 السودان للتوقيع على اتفاقية مع إسرائيل تحضيرا لتوقيع اتفاق سلام نهائي، في إطار اتفاقيات ابراهيم، على أن يتم انتخاب حكومة مدنيه سودانية بشكل ديمقراطي، والعمل على إلغاء قانون مقاطعة إسرائيل، والبدء بعلاقات اقتصادية وتجارية.
تبع ذلك زيارات لمسؤولي اسرائيليين للسودان، الذي زاره وفد عام 2021، تم فيه مناقشة إمكانية ضم إسرائيل لمجلس الدول المطلة على البحر الأحمر، وزيارة وفد سياسي وامني اسرائيلي في شباط 2023 قبل المعارك بفترة قصيرة، تم فيه الاتفاق على الترتيب لتوقيع اتفاقية سلام نهائي في واشنطن.
محاور استراتيجية إسرائيل باتجاه السودان تركز على عدة جوانب منها ضبط شواطئ السودان على البحر الأحمر لمنع تهريب أسلحة او لاجئين افارقه باتجاه إسرائيل، واحباط محاولات دول إقليمية من التواجد عبر قواعد على هذا الشاطئ، تقصير مسافة الطيران بين إسرائيل ودول أفريقية وامريكا اللاتينية.
سعت إسرائيل بالسابق لمحاولة إعادة 150 الف لاجئ سوداني وافريقي متواجدين لديها، عبر تقديم دعم مالي وانساني للسودان على أن تكون اقامة اللاجئين الأفارقة في السودان.
فهل ستنتهي تحضيرات التوقيع على اتفاقية سلام ما بين إسرائيل والسودان؟ وهل ستكتفي إسرائيل بالتعامل مع الوضع الحالي وفقا لرؤيتها الأمنية والاستخبارية؟ هذا ما سيتضح في قادم الايام.