الدوريات الخارجية وحالة الطرق الخارجية الصعبة
كتب أ.د. محمد الفرجات
الأمن العام جهاز مرموق نعتز ونفتخر به ويشد إنتباهنا كثيرا مراحل تطوره والنجاحات المتتالية التي سجلها في شتى الميادين.
هذا الجهاز أثبت على مر العقود إرتباطه الوثيق بالإنتظام والتوعية والإرشاد والرقابة وحماية الأنفس والممتلكات.
وهو قرة عين القيادة الهاشمية والمواطن على حد سواء، وكيف لا وهو يحمي الأعراض والأطفال، وهو الجهاز الذي بناه الأجداد والآباء والأبناء من منتسبي الشرطة منذ التأسيس قبل ما يقارب القرن.
إدارات الجهاز متعددة وعملها يسير وفقا لرؤى إدارته الحكيمة والمستمدة من التوجيهات الملكية السامية، بالحفاظ على حياة المواطن وممتلكاته والحزم في تطبيق القوانين.
أمام كل ما سبق أستغرب للأمانة وبكل صراحة عمل وحدات الدوريات الخارجية على الطرق، ففي الوقت الذي نرى فيه سيارات الشحن بلا أضوية خلفية في الليل، والسيارات الفلت (بك أب معظمها) تقطع الطرق الخارجية مخالفة السير والسرعة وبلا إضاءة، والأبل (الجمال)، تسير هائمة بلا حسيب ولا رقيب على الصحراوي وعلى الطرق الفرعية، والقلابات تنثر الرمل والحصمة بسرعة عالية جدا دون تشدير، والباصات الميكرو تحمل فوق طاقتها أربعة أضعاف وتسير على الطرق الخارجية بلا أدنى تقيد بنظام المرور والسير، ودخان السيارات الكبيرة يملأ الشوارع الخارجية بكثافة....
أستغرب أن تكرس الدوريات وقتها وعملها لصيد مخالفات الرادار والتشييك على الرخص وتحرير المخالفات فقط.
السؤال: أين التوعية؟ وأين الرقابة؟ وأين الإرشاد؟ أين متابعة وتقرير سلامة الطرق اليومي وجاهزيتها؟ وأين الحماية المطلوبة لأرواح الناس بدلا من تسخير كوادر وسيارات وجهود ووقت هذه الإدارة لغايات الجباية فقط.
في حسابات التكلفة والعائد فإن مجموع ما ستوفره الحكومة من المخالفات، هو عشر ما يمكن توفيره لو عملت إدارة الدوريات الخارجية على الرقابة والتوعية وضبط المرور والسير والطرق والمركبات على طرقنا الخارجية.
دعونا يا قوم نقف ذات مرة في صف المواطن، ولنطور نظام المخالفات والذي لا يسمن ولا يغني من جوع، أمام مواطن يركب الأفانتي المتهالكة ويسافر بها على مضض إلى عمان للإستشفاء مثلا ولغياب النقل العصري المتحضر، ولأن كل شيء في عمان فقط.
إرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وإحفظوا للجهاز الذي نفخر به ونحبه قربه من الناس.