أطباء الإقامة في الأردن.. غبن وضغط عمل وحقوق منقوصة
اخبار الاردن – خاص
وجهت قضية وفاة طبيبة مقيمة في إحدى المستشفيات الجامعية خلال ساعات عملها الرسمي، الانتباه تجاه قضية غاية في الأهمية، وهي ما يتعرض له الأطباء من ضغط خلال العمل الرسمي.
وتشير الآراء التي رصدتها صحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، عبر العديد من وسائل التواصل الاجتماعي، بأن الكوادر الطبية تعمل لساعات طويلة خلال المناوبة الواحدة قد تصل في بعض المؤسسات إلى 13 ساعة متواصلة، إضافة إلى فحص ومعاينة اكثر من مئة مريض في اليوم الواحد ، الأمر الذي يشكل ضغطا كبيرا على قدرة الطبيب وتركيزه.
ورغم اختلاف ظروف وفاة الطبيبة " ميرونا عصفور" إلا أنها أعادت إلى الأذهان قضية الضغط على الكوادر الطبية، وما تتعرض له بسبب ساعات العمل الطويل، ولعل الذاكرة مليئة بالحوادث التي تعرض لها أطباء تسببت بوفاة بعضهم داخل غرف العمليات أو العيادات بسبب ساعات العمل الطويلة.
ضغط نفسي وغبن كبير
قال نقيب الأطباء الأسبق الدكتور علي العبوس، إن عملية تنظيم دوام الأطباء ومناوباتهم فيها غبن كبير، ابتداءً من برامج الإقامة غير مدفوعة الأجر والجهد الكبير الذي لا يتناسب مع ساعات العمل الطويلة، وصولاً إلى الخدمات اللوجستية من منامات لا تليق بهم بالإضافة لخدمات الطعام والشراب.
وأكد في حديثه لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن طبيعة عمل مناوبة الأطباء في غرف العمليات والطوارئ تحتاج لمنح الطبيب في اليوم التالي راحة تامة ومغادرة المستشفى عكس ما يحدث في بعض مستشفياتنا وهو استمرار الدوام لليوم التالي وبضغط عمل أكبر ومراجعين أكثر.
وطالب بأهمية تفعيل الجهات الرقابية على ساعات الدوام، وأن يتم منح الأطباء أوقات راحة كافية ومتباعدة بين ايام الدوام الليلي.
وأشار العبوس إلى أن ما يعرف بسنوات الإقامة للأطباء (اقل مده لها 4 سنوات بعد الامتياز) تكون بدون أجر غير قانونية ، بيد أن قانون العمل والعمال شرعنها كون الطبيب يتعلم ويقدم امتحانات خلال تلك الفترة، لكنه في هو طبيب يمارس عمله وبساعات وضغط عمل كبيرة جداً.
الجهد والضغط الكبير
و قال رئيس اللجنة الإعلامية في نقابة الاطباء الدكتور حازم القرالة، إن هناك استغلال كبير للأطباء، حيث اقر نظام ديوان الخدمة العمل الإضافي بـ 45 ساعة أسبوعيا، مبينا أن هذا البند فيه استغلال لأطباء الإقامة، حيث وصلت ساعات العمل الإضافي لديهم إلى 90 ساعة أسبوعيا.
وأضاف لصحيفة أخبار الأردن الإلكترونية، أن ملف الأجور المتدنية وساعات العمل الطويلة، أكبر ملف يضغط على الأطباء ويؤرقهم، مؤكدا أن معايير العمل العالمي تتطلب أن لا يزيد عدد المراجعين للطبيب عن أكثر من 25 مريضا خلال 8 ساعات.
وأشار القرالة إلى أن ساعات العمل لدينا تزيد عن 13 ساعة وعدد المرضى والمراجعين للطبيب يزيد عن 160 مريضا وهذا يزيد ضغط وحجم العمل .
وشدد على أن عمل الطبيب صعب وفيه ضغط نفسي وجسدي كبير، وقد تعرض عشرات الحالات من الأطباء لحوادث ونوبات قلبية خلال وجودهم في المستشفيات وخلال ساعات العمل بسبب الضغوط التي يتعرضون لها.
ضغط وحقوق منقوصة
عضو مجلس نقابة الأطباء "المستقيل"، الدكتورة فرح الشواورة كانت من أوائل المعلقين على حادثة الدكتورة "ميرونا عصفور" عبر صفحتها على الفيسبوك.
وقالت "ألقت زميلتنا بنفسها من سطح مستشفى عملت فيه آلاف الساعات تاركة وراءها المئات من الزملاء يعانون من الضغوط والحقوق المنقوصة.. المئات يعملون ضعف ساعات العمل المطلوبة و بأجر زهيد أو بلا أجر".
وأضافت إذا لم يفتح ملف الأطباء المقيمين وأجورهم وساعات عملهم وحقوقهم على مصراعيه اليوم.. متى يفتح؟.
في ذات السياق، قال اخصائي الطب النفسي وعضو مجلس نقابة الأطباء الأردنيين الدكتور علاء ضامن الفروخ، إن 20٪ من الاطباء المقيمين يعانون من الاكتئاب، و ٧٤ ٪ يعانون من الإجهاد الشديد بحسب دراسات علمية.
وحول الانتحار كظاهرة نفسية معقدة لفت الفروخ إلى أنه عكس ما يتوقع كثير من الناس، يعتبر الانتحار في فئة الأطباء أعلى من المعدل في المجتمع، مشيرا إلى أن طلبة الطب من أكثر طلاب الجامعات تعرضا للإجهاد والضغط النفسي.
ولفت إلى أن مثل هذه الإحصائيات العالمية يجب أن تدق ناقوس الخطر لدى الجهات المعنية، مما بتوجب اتخاذ إجراءات عاجلة لتخفيف الضغط على طلاب الطب والأطباء المقيمين.
وتابع:"ومن الجدير ذكره أن بعض من يقدمون على الانتحار مثل مرضى الفصام العقلي والاكتئاب الشديد قد يعتبرون غير مسؤولين عن تصرفاتهم وبالعادة هذا النوع من المرضى قد يحجر عليهم لغياب الاهلية العقلية عندهم"
وأضاف أن 90٪ من حالات الانتحار مرتبطة بالامراض النفسية، داعيا كل من يوزع الناس إلى الجنة والنار!! أن يتقوا الله ولا يهرفوا بما لا يعرفون.