خبراء: الأجهزة الأمنية الأردنية تواجه عدوا غير تقليدي
خاص- أكد خبراء أن الحملة الأمنية الواسعة التي تنفذها الأجهزة الأمنية على تجار ومروجي المخدرات تمثل دورا كبيرا في الحفاظ على المجتمع والشباب من هذه الآفة الخطيرة.
وأشاروا إلى أن الفترة الأخيرة التي تعرض فيها الوطن لموجات كبيرة من التهريب على الحدود والتي تم تنفيذها من قبل ميلشيات مسلحة كانت مؤشرا واضحا على استهداف الوطن والمجتمع الأردني في نشر هذه الآفة، وبالتالي جاءت الحملة الأمنية الواسعة كرد سريع وقوي على أي عمليات توزيع وترويج للمخدرات في مدن ومناطق المملكة.
الحملة الأمنية التي ضمت عشرات السيارات العسكرية المصفحة والمحمولة بالعتاد والأسلحة كانت تداهم المناطق والبؤر الساخنة والمناطق المحصنة، وبالتالي كان لا بد من توسيع حجم هذه القوة تحسبا لأي رد مسلح من قبل هذه الفئة الضالة التي هدفها تدمير المجتمعات وقتل شباب الوطن بهذه الآفة.
مواجهة فئات مسلحة ومنظمة
رأى الخبير الأمني الدكتور بشير الدعجة أن مروجي وموزعي المخدرات يشكلون أكثر فئات المجرمين خطورة؛ كونهم يواجهون الأجهزة الأمنية بالرد المسلح وباستخدام أسلحة متنوعة.
وأشار الدعجة في حديثه لـ"أخبار الأردن"، إلى أن حجم القوة الأمنية في المداهمات التي شهدناها خلال الأيام الماضية جاء بسبب خطورة هذه الفئة في الرد على الأجهزة الأمنية، وبالتالي لا بد من الحفاظ على أرواح القوة الأمنية من خلال تدجيجها بالسلاح حتى تمنع أي مقاومة لها.
وأكد أن تجار المخدرات والمهربين لها قد اشتبكوا قبل أشهر مع الجيش وحرس الحدود وكانوا يشكلون ميلشيات عسكرية مدربة ومنظمة، الأمر الذي تسبب بوقوع شهداء من قواتنا الباسلة وعدد من الإصابات؛ لذا أيقنت الأجهزة الأمنية أنها تواجه عدواً غير تقليدي من نواحي التسليح والتدريبات على الاشتباك.
وأوضح الدعجة أن جهاز الأمن يقوم بحشد القوة الأمنية المسلحة للتعامل مع هؤلاء المروجين والموزعين للمخدرات؛ لأنه يتوقع قوة الرد والمواجهة من قبلهم كونهم يعرفون مصيرهم في حال القبض عليهم من حيث السجون وحجم الأحكام والعقوبات التي تفرض عليهم.
وحول حجم المداهمات للمزارع الخاصة، أكد أن ضبط 2 مليون حبة مخدرات في إحدى المزارع فتح عيون الأجهزة الأمنية على أهمية توجيه الحملات على تلك المزارع ومناطق الأطراف؛ كونها بعيدة عن التجمعات السكانية وعن الأجهزة الرقابية، وبالتالي تشكل موقع ومكان آمن للتخزين وتجميع المخدرات أو زراعتها.
استمرار الحملة الأمنية
وقال مدير مركز الدراسات الاستراتيجية اللواء الركن الطيار المتقاعد محمود ارديسات، إن آفة المخدرات قد تزايدت في الآونة الأخيرة وبأشكال عديدة أبرزها كان التهريب عبر الحدود.
وبين ارديسات لـ"أخبار الأردن"، أن خطر الموزعين والمروجين لآفة المخدرات في الداخل دفع الأجهزة الأمنية لتنفيذ حملة أمنية واسعة هاجمت أوكار الموزعين والمروجين ومقرات تخزين كميات كبيرة من المواد المخدرة والتي شاهدنا توليدها في المزارع الخاصة والبعيدة عن رقابة الجهات المعنية.
ودعا إلى الاستمرار بالحملات الأمنية على أوكار المروجين والموزعين وألا تكون هذه الحملات مؤقتة بفترة معينة؛ وذلك حتى لا نعطي فرصة للتجار والمهربين والمروجين في إعادة نشاطهم بالبيع وتجارة المخدرات من جديد.
وأوضح ارديسات أن الحملة الأمنية تأتي بعد حرب طويلة استمرت لعدة أشهر على طول الحدود الأردنية تعرضنا خلالها لهجمة تهريب مخدرات كبيرة وتم استغلال أوضاع وحالة الشباب، خصوصا العاطلين عن العمل في البيع والترويج لتلك الآفة الخطيرة.
وأكد أن هذه ليست المرة الأولى التي تداهم فيها المزارع الخاصة، حيث دوهمت مزارع سابقاً كانت مخصصة لزراعة وتخزين الحشيش والمرجوانا.
وبين ارديسات أن اللجوء إلى هذه المزارع يعود إلى كونها موجودة في مناطق معزولة وبعيدة عن الطرق والتجمعات السكانية وتصلح كمستودعات لتخزين المخدرات لفترات طويلة.
مخدرات بمركز لرعاية الأطفال
وكان المجتمع الأردني قد استفاق على قضية نشرها أحد الناشطين والمهتمين بالجانب الصحي كشف خلالها عن مركز للرعاية الخاصة يقوم بتوزيع حبوب مخدرة للأطفال داخله من جهة مجهولة في مدينة الكرك.
وأثارت هذه القضية غضب المجتمع الأردني، ما سرع في إطلاق حملة أمنية واسعة كسبت دعم وثقة الشارع في القضاء على أوكار المروجين والموزعين للمخدرات.